--> الصيانة في المواقع الأثرية - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home ترميم

الصيانة في المواقع الأثرية

 

الصيانة في المواقع الأثرية

بقلم/ صفاء احمد – باحثة ترميم

مقدمة 


إن التنقيب الأثري هو الوسيلة الرئيسية في عملية البحث الأثري  ، فمن خلاله يمكننا التقرب من ماضي بعيد لانلمك وسائل أخرى للتمكن من إعادة بناء التاريخ ، كما هو الحال بالنسبة للنصوص المكتوبة مثلاً .

تتم عمليات التنقيب الأثري من خلال القيام بتخريب طبقات الأرض طبقة تلو الأخرى ، أي استخراج الطبقات الاستراتيغرافية باقتفاء أشكلها ومحيطها باتجاه معاكس لذاك الذي كانت قد توضعت فيه ، وبهذا فإن الأثري سيعثر على كل ماقد غطته الأثرية عبر القرون الماضية .

·                    أما القواعد الأساسية للاستراتيغرافية فهما قاعدتان :

1-                تكون الأدوات التي يعثر عليها في طبقة واحدة من التربة معاصرة لبعضها البعض .

2-                تكون الأدوات التي يتم العثور عليها في طبقات أعمق أكثر قدماً من تلك التي توجد في الطبقات السطحية من الأرض  .

عند القيام باستخدام وسيلة مهدمة في عمليات التنقيب فمن الضروري القيام بتسجيل وجمع أقصى مايمكن من المعلومات .

ويمكننا فقط القيام بإعادة بناء المحيط بالاعتماد على سجل المعلومات الذي تم الحصول عليه في الحقل الأثري ( دفتر يوميات الحفر أو الصور الفوتوغرافية أو الشرائح الضوئية أو أشرطة الفيديو أو الرسومات أو المخططات أو الرسوم التخطيطية أو القوالب ...) ومن هنا تأتى أهمية أن تكون هذه السجلات كاملة وأن يكون الأثري منتبهاً وحريصاً على أي شيء يظهر مهما صغرت قيمته وأن يأخذ عينات من كل الطبقات للقيام بتحليل غبار الطلع وجمع البذور أو العظام التي تعود إلى القوارض الصغيرة .

***صيانة المخلفات الأثرية وحفظها :

عندما نريد صيانة موقع أثرى ما علينا أولاً دراسة الحالة التي يوجد فيها هذا الموقع ، ودراسة موضوعية لأهميته التاريخية الأثرية ، وجودة المخلفات التي تم العثور عليها فيه ، ومردودها الاجتماعي والثقافي لعرضها .. الخ .

ومن الضروري أن يكون الموقع معروفاً بما فيه الكفاية قبل البدء بأي نوع من أنواع العمل ، أي أن تكون قد عملت فيه على الأقل بعثة تنقيب أثرية وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نتأكد ماهو الإجراء الأنسب الذي يجب علينا القيام به مع هذه البقايا الأثرية التي تم البحث عنها .

إن تعدد الأعمال يكون كثيرا جدا عندما نواجه عملية تقوية لموقع أثرى وهكذا يمكننا أن نجد أنفسنا أمام :

1                   أماكن ذات أهمية قد تم الكشف عنها بطريق الصدفة لكن ولأسباب متعددة لا تزال حتى الآن دون تنقيب .

2                   أماكن تم التنقيب فيها ووثقت بالكامل ولكن فيما بعد تهدمت حيث أنها توجد في منطقة سكنية تكون هناك فيها حاجة لإنشاء أبنية حديثة ( مساكن أو طرق ..الخ ) .

3                   أماكن يتم التنقيب فيها ولكن تترك على حالها كما تم العثور عليها .

4                   مخلفات مرممة بشكل كامل .

5                   مخلفات تم التنقيب عنها ولكن غطيت من جديد بقصد حمايتها أو يتم عرضها دورياً كالفسيفساء التي تغطى وتكشف بالتناوب حسب الفترة من السنة ( حسب الموسم ) ، ولدينا مثال واضح على ذلك موجود في القبور الاتروسكية في TARQUINIA  ( ايطاليا ) التي يتم الكشف عنها للجمهور يمين بالأسبوع ، وتبقى مغطاة طيلة أيام الأسبوع الأخرى ، في حين يتم عرض اثنتين مختلفتين منها .

6                   مخلفات محمية تحت سقف بشكل دائم .

·                    توجد حالات افتراضية يمكن أن نجدها في أماكن أثرية مهمة وهى

-                   صيانة موقع أثرى في الفترة بين المواسم الأثرية .

-                   صيانة نهائية لمكان أثرى .

-                   ترميم أو إعادة موقع أثرى إلى حالته الأصلية .

لمواجهة اي من هذه الاحتمالات علينا التخطيط بشكل مسبق للصيانة قبل البدء بالأعمال الأثرية ويجب إن نهتم بالتخطيط للصيانة الأثرية كجزء اساسى مكمل للمشروع الاثرى .

فإذا لم يتم التخطيط مسبقاً فان مانقوم به هو ضياع للوقت ومن الممكن إن يكون هذا الوقت هاما جدا للقيام بصيانة جيدة لهذه المخلفات .

فقبل كل شيء ومن أجل إنجاح مشروع أثرى كامل من الضروري لاعتماد على موارد مالية كافية لانجاز الأعمال التالية :

1-                 تنفيذ التنقيب الاثرى .

2-                انجاز جميع التوثيقات المناسبة مثل التصوير والمخططات الطبوغرافية والرسوم الاستراتيغرافية والتحليلية .. الخ .

3-                صيانة المخلفات كافة المنقولة وغير المنقولة .

4-                نقل المواد إلى المخزن أو إلى المتحف الذي سيحفظها في المستقبل .

5-                نشر النتائج العلمية .

ولا نريد تجنب تلك المخلفات التي يكون هدمها أمراً لابد منه بسبب وجودها في المنطقة السكنية للمدن أو القرى ، التي يتم هدمها بعد انجاز عملية التنقيب الاضطرارية للتمكن من إنشاء أبنية حديثة فمنها مايبقى لنا منه التوثيق المجموع عنه فقط والأدوات التي تم نقلها إلى المتحف ومن هنا تأتى أهمية إن تكون عملية التوثيق لمجموعة مستفيضة وأهمية النشر العلمي للنتائج وتأتى أهمية ذلك كله من انه وبعد إن يتم هدم الموقع الاثرى فإننا لن نستطيع العودة إليه لأخذ عينات جديدة أو مراجعة أي من الرسوم الجانبية الاستراتيغرافية ، إذ لم يبق لدينا منه ألا المواد المستخرجة والتقارير المنشورة المتضمنة دراسة الموقع بمجموعة من أبنية وأدوات.   بالمثل فإننا نجد في المناطق السكنية القديمة للمدن الكثير من الصروح والمخلفات الأثرية التي تتمتع بأهمية كبيرة والتي عانت من تغيرات معمارية قاسية لكونها قد أعيد  استخدامها جزئيا كمساكن أو ربما لأغراض أخرى من قبل الناس الذين سكنوا هذه الأرض خلال فترة طويلة من الزمن.ويمكننا إن نؤكد إن الكثير منها قد "كسر وفكك"في جزء كبير منها  من اجل استخدام أحجارها أو أعمدتها الخ .في إنشاء أبنية جديدة .                 

إن دراسة كل هذه الأماكن أمر صعب للغاية بسبب التعديلات التي طرأت عليها خلال سنوات عديدة .وتزداد هذه الصعوبة في حال عدم تمكننا من    العثور على توثيق لها في الأرشيف المحلى .      

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top