المنيا عروس الصعيد تتحدث عن نفسها مهما اهملتها الحكومات الحديثة
بقلم/ أ / محمود محمد مندراوى …..مفتش اثار مصر الوسطى
تقع محافظة المنيا الى الجنوب من محافظة القاهرة ب240كم تستغرق بالقطار ثلاث ساعات وعاصمتها مدينة المنيا
وعرفت مدينة المنيا منذو فجر التاريخ فهى عروس الصعيد على الرغم من اهمال الحومات الحديثة لها وستظل هكذا رغم انف المهملين
سبب التسمية :
تطور اسم المنيا من الكلمة الهيروغليفية (منعت) وهو مختصر من الاسم الكامل القديم (منعت خوفو) الذي ورد في نقوش مقابر بني حسن وهو اسم مرضعة الملك خوفو والتى انشئ لها هرما فى مدينة زاوية سلطان ولا تزال اطلاله باقية الى الان ، ثم تطور هذا الاسم إلي مونى في القبطية وتعني المنزل، ومنه جاء الاسم الحالي (المنيا)، وعبارة منية ابن خصيب التي تمنى ولايتها الخصيب بن عبد العزيز ابن الخليفة العباس وتحققت أمنيته بولايته عليها وكنية منيا الفولي تقال نسبة إلى العالم الإسلامي الشهير أحمد الفولي تيمنا بإقامته بها وهو من اشهر رؤات الحديث الشريف فى عصرة
موقعها :
كما قلنا انها تبعد عن القاهرة ب240 كم ويحدها من الشمال محافظة بنى سويف ومن الجنوب محافظة أسيوط ومن الغرب الصحراء الغربية ومن الشرق سلسله جبال البحر الأحمر يخترق قلبها نهر النيل حيث تتمتع المنيا بانها من اجمل محافظات الجمهورية على النيل حيث يمتد نهر النيل فى قلب المحافظة بطول 5كم كلها جناين وحدائق عامة تتزين بالخضرة والاشجار الجميلة
تاريخ المنيا :
كانت محافظة المنيا قديما مقسمة الى اربع اقليم وهم الاقليم 15و16و17و18 سوف نستعرض تاريخ كل اقليم على حدى فى سطور قليلة فيما يلى :
اولا الاقليم الخامس عشر :
وهو الاقليم رقم 15 من محافظات الصعيد يمتد من من مدينة دير مواس الى ملوى حالي وقد عرف باسم اقليم الانب الاشمونين حاليا وكانت عاصمتها لها عده اسماء وهى (خنو )
و(
نوت) و( بر جحوتى)
وكان الاله الرسمى للاقليم تحوت
الى جانب ثامون الاشمونين وايضا (ونت) الثعبان وكان للمدينة اهميه دينية فى
بدايه الخلق عند المصرى القديم وفى عقيدتة التى يؤمن بها مما جعل للمدينه
اهمية كبيرة حيث ذاع صيتها فى انحاء البلاد بسبب الثامون المقدس وهناك
خلقت الارض ايضا
ويضم هذا الاقليم مناطق اثرية مهمه ومنها
تونة الجبل – والاشمونين – وتل العمارنة –والشيخ عبادة وكلها عامرة
وذاخرة بالاثار والمقابر فريدة الصنع والنقوش
ثانيا الاقليم السادس عشر :
وعرف باسم (ماحج) اى الوعل وكانت تضم تمتد من مدينة ابو قرقاص والمنيا شمالا الى مدينة سمالوط وكانت عاصمتها
مدينة (حبنو) وقد اختلف العلماء فى تحديد مكانها
فمنهم من قال انها زاوية الاموات او زاوية سلطان حاليا ومنهم منا قال انها
الكوم الاحمر ههية ومنهم من قال انها سوادة وكلها مدن تابعة للاقليم ولكن لم
يتم تحديد العاصمة بشكل قاطع وتعدد المدن وترشيح العواصم لها مما يدل على
مدنية هذا الاقليم واهميتة حيث اشتهرت فية مدن كثيرة لا تزال تحتف
بمظهرها التاريخى الى الان من مقابر ومعابد ومقاصير حتى الاراضى عليها شواهد اثرية وكان الاله الرسمى للاقليم هو الاله (حور) الصقر حورس
ويضم الاقليم بعض المناطق الاثريه الهامة
وهى
:
منطقة مقابر بنى حسن وبها 39 مقبرة لامراء وحكام الاقليم من الدوله
الوسطى
الى جانب مقصور للملكة حتشبسوت ايضا عرفت بمنطقة اسطبل عنتر
منطقة زاويه سلطان – منطقة – اثار فريزر –
منطقة اثار طهنا الجبل – منطقة اثار جبل الطير –
منطقة اثار السراريه وبنى خالد مقصورة (حتحور)- منطقة اثار الشيخ حسن وكلهم
الى الشرق من النيل الى جانب المنطقة الغربية وهى تضم منطقة الكوم
الاحمر ههيه والكوم الاحمر بنى غنى والكوم الاحمر دلقام ومنطقة تنيدة وكوم الملز ومنطقة كوم النمرود وبها كنيسه اثرية ومنطقة مقابر
كمين
سمالوط الغربى وهى منطقة رومانية الى جانب الاثار الاسلامية والقبطية
وقد مثل الاقليم السادس عشر والسابع عشر اقليما واحدا تحت ادارة حاكم
واحد
الاقليم السابع عشر :
وعرف باسم (انبو)ويضم مركزى مطاى وبنى مزار وكانت العاصمة مدينة (كاسا) والذى تطور منها
اسم
مدينة القيس الحالية وتقع الى الغرب من مركز
بنى
مزار
وقد كانت مدينة (حبنو) هى عاصمة الاقليمين الموحدين 16و17 وقد كان
الاله انوبيس وحور هما الالهه الرسمية للاقليم
ويضم هذا الاقليم بعض المناطق الاثرية الهامة وهى كالاتى
منطقة اثار بجاج الحطب وبها كنيسة اثرية – منطقة اثار البهنسا والتى عرفة باسم (برمد جد ) عند الفراعنة وهى من
اهم مناطق محافظه المنيا حيث انها تضم جميع العصور القديمة من فرعونى ورومانى وقبطى واسلامى وايضا بها مقابر لبعض صحابة النبى صل الله عليه وسلم وكما قلنا انه مثلا اقليما واحدا
مع
الاقليم السادس عشر
الاقليم الثامن عشر :
وكانت تعرف باسم (سبا) ومعنها غير معروف الى الان وكانت
عاصمتها (سبا
) ايضا ويعتقد انها مدينة الحيبه الحاليه
شرق الفشن وتمتد من مدينة البهنسا متضمنة مركز مغاغو ومركز الفشن الذى كان
من ضمن مراكز المنيا حتى السبعينيات من القرن العشرين وكان من ضمن
حدود الاقليم مدينة البهنسا او (برمد جد) الى ان انضمت المدينة اداريا الى مركز بنى مزار حديثا
وكان الاله(حور) هما المعبودالرسمي فى الاقليم
مما سبق يتضح لنا اهميه محافظة المنيا عبر التاريخ الفرعونى والتى
قسموها
الى اربع اقليم لاهميتها على العكس من الحكومات الحاليه التى تتجاهل
عراقة
ومدينة المحافظ فمدينة المنيا مرفوعة من على خريطة السياحة العالمية
من
التسعينات ولم تحاول الدولة ان تصلح وتنشط السياحه بها على الرغم من
وجود
مناطق اثرية مهمه جدا فى التاريخ المصرى فيها حيث ان مدينة تل
العمارنة
كانت عاصمة مصر فى عصر اخناتون وايضا مقابر بنى حسن والتى تضم على
جدرنها
مناظر فريدة ونادرة مثل السلم الموسيقى وعمليه صيد الاسماء عن طريق
رفع
الماء او شفطها لاعلى دون انحناء الحاكم ونقوش اخرى لا حصر لها عن
الحياة
الاجتماعية والادارية وتقسيم البلاد والوظائف على جدران هذة المقابر
وايضا
الاثار الاسلامية والقبطية بالمدينة مثل مسجد النمطى ومسجد العمرى ومسجد الفولى بالمنيا والمسجد العتيق
بسمالوط وكنيسه السيدة العذراء بدير العذراء بسمالوط ايضا
وايضا اهملت وزارة الاثار تاريخ الحفاير فى المحافظة حيث انه يوجد مناطق عديدة تحتاج الى حفائر منذو
الثمنينات والتسعينات لم يلتفت اليها الى امين عام او وزير
للاثار فاذكر اننى عملت فى منطقة بجاج الحطب عام 1999م
عند تخرجى حديثا وتعيينى بالاثار وحتى الان لم تجرى بها اى حفائر منذ ذلك
التاريخ
فنرجوا من الحكومات والرئيس والى وزير الاثار ان ينظر الى
المحافظة واهميتها وتاريخها بعين الاعتبار فى المستقبل والا نهبت الاثار واندثرت فى هذة المحافظة العريقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق