العماره
الدينيه نبذة عن المنشأ والتطور ج1
تقديم: نزيه سليمان
العصر العتيق.
تعتبر المعلومات المتصله بالمباني الدينيه من العصر العتيق ذات طبيعه اثريه ونقوش توضيحيه، ففي ابيدوس [1] تظهر اطلال معبد "من الطوب اللبن" من الاسره الثانيه أو الثالثة للمعبود "خنتي امنيتو" تخطيطا مستطيلا يتكون من قسمين متساوين ، يهدف الجزء الامامي إلي إخفا الجزء الخلفي بوساطة ساتر جداري مستعرض[2]، ويضم هذا القسم الأخير حجرة امامية تؤدي إلي قدس الأقداس المشيد علي المحور الطولي، وحجرتين جانبيتن ومن المحتمل ان هذا التخطيط البسيط كان نقلا مباشرا[3] إلي الطوب من الطراز الأغصان المضفوره.
وأمكن التعرف فقط أجزاء من ارضية وأعمدة المعبد الذي شيده الملك "خع سخم " علي اقدم
هضبة في هيراكونبوليس[4]، ويحمل أحد أكتاف الأبواب
من هيراكونبوليس نقشا يمثل منظرآ لتأسيس أحد المعابد "خع سخموى".
وفي كل من
هليوبوليس وتل اليهوديه يوجد تل صناعي مشابه بتخطيط مربع الشكل ذي أركان مستديره,
ربما كان شرفة لمعابد العصر العتيق، وتقول نصوص الأهرام حين تصف الإله "أتوم
خبرر"، (أنت تسمو فوق التل)[5].
وقد أمكن
التعرف من مناظر معاصرة نقشت علي لوحات أو رءوس دبابيس القتال , علي ثلاثة طرز
مختلفة من المقاصير , جميعها من الجريد المجدول: اهمها
1-
كان أكثر الطرز
اهمية المقصورة المخصصة للمعبودة "نيت" والعبودان "خنوم" و"سبك" أو
طائر البلشون وبالروجوع إلى أوضح المناظر[6], والذى نراه من المسقطين
الأمامي والجانبي معا عبارة عن فناء مستطيل الشكل يحيط به سور من الاغصان
المجدولة، وامامه رايتان بدائيتان مقدستان , اصبحتا الرمز الالهي "نتر"
فيما بعد , وفى الخلف كوخ ذو اربعة قوائم ركنية وباب جانبى أو خلفى وسقف مقبى، وفى
منتصف الفناء نصب قائم يحمل رمز الإلهة وهو عبارة عن درع وسهمين للمعبودة نيت,
والكبش للمعبود خنوم , والتمساح للمعبود "سبك", وطائر ألايبس للمعبود
تحوت أو "الطائر المخوض"[7] الرمز المقدس للمعبد في
بوتو.
2-
كما عرف الجوسق حيث تعود الملك ان يجلس أثنا
احتفال عيد اليوبيل "الحب سد"[8]، أقيم فوق ربوة مرتفعة من
الطين المدكوك والطوب أو الحجر, وتتقدمها بعض الدرجات تعلوها ظلة فوق عمودين
بواجهتها وله حائط فى الخلف، وسقف الجوسق علي هيئة سطح منحدر في اتجاهين أو قبو
مسطح، وسوف تزدوج هذه الظلة ويتم الاحتفاظ بها خلال التاريخ المصرى كله.
وبالنسبه لبعض العلامات المعاصرة من اللغة المصرية
القديمة , فان علامتين منها مباني عرفت فعلا من الرسوم:
إحداها عبارة عن واجهة كوخ من الاغصان المجدولة بأسطح
مائلة, وباب فى المحور ووأفريز فى القمة . وثبت فى مكان اَخر أنه المسقط الرأسى الأمامى لنفس المعبد , الممثل فى المسقط
الراسى الجانبى فى علامة هيروغليفية أخرى , وهى علامة متطورة لكوخ المزار الخاص
بالمعبود أنوبيس[9] والسقف
ليس مسطحا ولكنه قبو غير معتاد ولم يظهر مطلقا فى اللغة المصرية القديمة، ويظهر
على اية حال فى رسم من الاسرة الثامنة عشرة , حيث رسم كلا المسقطين الرأسيين متجاورين[10].
واحتفظ عيد باليوبيل (الحب سد) بهيئته الأساسية, بالرغم
من أن الظلتين أصبحتا تقامان وظهراهما متقابلان[11]، وتدل محاولة تاكيد سرية
العبادة بإقامة قدس الأقداس فى نهاية هذا التخطيط , واخفائه خلف جدار ساتر كما هى
الحال فى معبد أبيدوس[12] , وهو مظهر ظل محتفظاً به
فى كثير من المعابد الطقسية وذلك بـإقامة سقائف خشية أو سواتر[13] عند المدخل بطول المحور
الرئيسى، تقدم اللغة المصرية القديمة مثالا لدراسة
مقصورتين بدائيتين تم اعتبارهما معابد قومية لمصر العليا والسفلى[14].
الدولة القديمة
بدراسة العلامة [15]الهيروغليفية التى تمثل
جوسق مزدوج ويتكون من سقيفه على شكل عقدين غير منتظمين , وهما مقامان وظهراهما
متلاصقان فوق أعمدة قائمة رقيقة من طراز الأعمدة الخشبية،[16] وأقيم هذا البناء الرقيق على منصة مشيدة من
الطوب أو الحجر لها مجموعتان من الدرج، ولما كانت الظلتان مقامتين وظهراهما
متلاصقان أكثر من كونهما متجاورين, يبدو أنه تأكد بحقيقة أن مثل هذه الظلة لها
أربع سقائف وأربع تمثيلها فى رسم من عصر الملك "أوسر كون الثانى".
ويظهر المبنى الرئيسى فى الأسرة الخامسة
ألا وهو معبد الشمس فى مسقطه الرأسى على هيئة مسلة قائمة على قاعدة مرتفعة ذات
جوانب مائلة بزواية مقدراها 80 درجة،[17] وقد عثر على هذه العلامة
الهيروغليفيه فى نقوش من نفس العصر اثبت قيمتها فى تصور شكل معبد الشمس الخاص بالملك "تى أوسر رع" فى ابو صير".
المعابد الدينية فى الدولة القديمة:
المعابد من أهم ما خلفه المصرى القديم فى تاريخه
الحافل، وعرف المعبد بـ (Ht nTr بمعنى "بيت الإله" أو - Ha "معبد")
والمعبد المصرى القديم يتكون من جزء رئيسى، ومقاصير ثانوية للآلهة، ومن
مذبح أو مذابح، تقام أحياناً فى طريق المواكب الدينية، وكان المعبد أشبة بالكون
تحمل الأعمدة فيه السقف كما تحمل الآلهة السماء، فقد كانت رءوس بعض الأعمدة تنحت
على هيئة رءوس الآلهة، كما أقيمت تماثيل الآلهة تخفى وراءها الأعمدة مثل الأعمدة الأوزيرية، كما نرى
السقف وقد زينته النجوم، ليصبح أشبه بالسماء، عرفت أسماء الكثير من المعابد فى
الدولة القديمة[18]
لكن لم يبقى منها إلا القليل، ولذلك لتهدم معظمها أو إزالته وتوسيعه فى عصر الدول
التاليه، مثل معبد الميدامود[19]، كما أثرت الديانة المصرية
القديمة فى الازدواجية فى العمارةالمصرية القديمة، فقد كانت هناك قوى طبيعية
(الشمس- والقمر- والموقع الجغرافي............) وبشرية (مثل توحيد
القطرين.........)، تؤثر بإستمرار فى الديانة المصرية القديمة وتشكلها، ففي طليعة
ما تواتر يوجد حدث كان له اكبر الأثرعلى
الديانة المصرية القديمة، إذ اتحدتا مملكتا مصر العليا والسفلى، لتكونا دولة
واحدة، صار مقر حكمها منف، وأصبحت هذه الدولة ذات صبغة سياسية موحدة[20] وعقيدة دينية مزدوجة، كونت
عقيدتا منف و هليوبوليس نواتها الأولى.
كما تخيل المصري القديم للسماء صورتان، بقرة و
آمرأه، ثم جعلوا الأرض نفسها عبارة عن جزءين "أرض حمراء" و "أرض
سوداء"، ثم جعلوا من النيل إلهاً مزدوجاً مثلوه غالباً وهو يقوم بتوحيد
القطرين، كما صوروا الشمس بينما تتعاون الهة الجنوب والشمال على رفعها.
وبما أن الملك يضع على رأسه تاجان، فقد أعتبر
التاجان كمعبودتان حاميتان للملك، أي أن الملك يحتمي فى الجنوب بالمعبودة "نخبت"، وفى الشمال بالمعبودة "بوتو"
مما يعطي له صبغة شرعية فى حكم الجنوب والشمال[21].
وفي كتاب الموتى، (نصوصه مجموعة من نصوص شخص يدعى
"إني")[22]
نجد فى اللوحة الواحدة والثلاثون، (الفصل 125) منظر يوضح قاعة تسمى قاعة العدالتين[23] وبها إثنين وأربعين معبود
يمثلون مقاطعات الجنوب والشمال، وللقاعة بابين، ومن بين المعبودات معبود يتوجه إليه "إني" بقوله (ياأيها
الأسد المزدوج الذي بزغ من السماء) I rwty pr m pt )[24]، وفى اللوحة
الثانية يظهر قرص الشمس فى أعلى الصورة ترفعه يدان، واليدان خارجتان من رمز الحياة
"عنخ anx " المرتكز على
عمود "جد"[25].
[2] -
Id., Abydos, II, (London-1904.), Pl. I.
[3] -
Ricke, Herbert: Bemerkungen zur ägyptischen Baukunst des Alten Reiches. I. -
Zürich : Borchardt-Institut für ägyptische Bauforschung und Altertumskunde
in Kairo, 1944.
[4] -
VANDIER , J., Manuel d'archéologie égyptienne., Paris-1978, p. 950.
[6] -
BADAWY, Al., Le dessin architectural chez les anciens Egyptiens., Étude comparative des représentations
égyptiennes de constructions, Le Caire-1948, pp.10-16.
[7] -
SCHOTT, S., Hieroglyphen. Untersuchungen zum Ursprung der Schrift,
Jahrgang-1950., pp.604-ff.
[8] -
Ibid., pp. 34-37.
[9] -
Ibid., pp. 47-50.
[10] -
Ibid., p. 206.
[11] -
VANDIER , J., Manuel d'archéologie égyptienne., Paris-1978, p. 26-53.
[13] -
SCHOTT, S., op. cit, pp. 58-62.
[14] - BADAWY, Al., op. cit., p. 49-52.
[15] -
RUSSMANN, Edna R., A Second Style in Egyptian Art of the Old Kingdom, MDAIK 51 (1995), 269-279.
[16] -
Naville., The Festival Hall of Osorkon II., London-1893, pp. 13-15.
[17] -
BADAWY, Al., op. cit., pp., 55-58.
[19] - C. Robichon,
and A. Varille., Description sommaire du temple primitif de Médamoud,
( Caire -1940), Pp.12-15.
[20] - أدولف إرمان: ديانة مصر القديمة، (مترجم)، (القاهرة- 1997)، صـ118.
[21] -
Weill., R., Sphinx., XV, (London-1911-1912), Pp. 8-25.
[22] - محسن لطفي السيد: كتاب
الموتى للمصريين القدماء، (الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة -2009).
[23] - نفس المرجع: صـ37.
[24] - نفس المرجع: صـ444.
[25] - نفس المرجع: صـ25.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق