--> المصغرات الفيلميه تراث ثقافى ج1 - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home ترميم

المصغرات الفيلميه تراث ثقافى ج1

 

المصغرات الفيلميه تراث ثقافى ج1

إعداد/ محمود سمير حسين


إخصائى ترميم بحفائر معابد الكرنك

                                                         مقدمة

 

     ربما ينظر الآلاف من الناس إلى تاريخهم، على أن له ذاكرة مقروءة، في الوثائق والخطابات ودفاتر المؤرخين، أو حتى في البرديات وجداريات المعابد، ويغيب عن خاطرهم أن للتاريخ صورة متحركة، بالصوت واللحم والدم، على أشرطة السينما.

   


     قليلون هم من يلتفتون إلى حقيقة التاريخ المتحركة هذه، فيفتشون عن الأشرطة التي سجلت قصص التاريخ، ويجتهدون في ردها إلى الحياة. هم يؤمنون بأن الصورة والصوت أقصر طريق إلى ذاكرة الأمة، وأطول عمراً من دفاتر التاريخ الورقية!

                                  الهدف من الموضوع

 

     يهدف الموضوع فى المقام الأول إلى التعريف بالوجه الآخر لصورة التاريخ  ألا وهى الصورة المتحركة المتمثلة فى الأشرطة المرئية(الميكروفيلم) ومن ثم عرض العوامل المؤثرة فى تلف هذه الأشرطة وما ينتج عنها من تلف وتناول مراحل العلاج والصيانة لها

المصغرات الفيلمية

 


      يشير مصطلح المصغرات الفيلمية إلى تصوير المواد الثقافية والإعلامية والمطبوعات، كالكتب والمجلات والصحف والوثائق والصور وغيرها من أحجامها الحقيقية إلى أحجام صغيرة جداً يصعب قراءتها بالعين المجردة .

 

     وبعد ذلك يتم استرجاع المعلومات الموجودة فيها وتكبيرها إلى أحجامها الحقيقية أو أكبر عند الحاجة، عن طريق إظهارها على شاشة جهاز القارئ، أو قراءتها وطبعها مرة ثانية على الورق بواسطة جهاز القراءة

 

اهمية المصغرات الفيلمية

 

     وترجع أهمية الأوعية الميكروفيلمية وبطاقات الميكروفيش فى أنها من أهم الوسائل التي تُستخدم في حفظ المخطوطات والمطبوعات النادرة والوثائق المهمَّة ، التي يخشى ضياعها أو تلفها مع كثرة التداول ومرور الزمن،بالإضافة إلى سهولة الاطلاع عليها وتداولها دون المساس بأصولها

                                  المواد الأساسية المكونة للمصغرات الفيلمية

   أولا: أفلام نترات السليلوز:

       أفلام نترات السليولوز المعروفة ب  النيتروسليلوز ، أصبحت ذو شعبية في أواخر عام 1880 بسبب خصائصها الفيزيائية مما جعلها مثالية للتصوير. في البداية ، وكانت تستخدم نترات السليولوز للتصوير الفوتوغرافي ، ولكنها كانت تستخدم ايضا لفيلم الأشعة السينية والأفلام السينمائية في أوائل عام 1950.

 

       وكثيرا ما تواجه أفلام النترات مشكلة في المناولة والتخزين بالمتاحف حيث تُعَدُّ مادة نترات مادة غير مستقرة، يمكن أن تشتعل وتنفجر دون إنذار مسبق، خاصة إذا وصلت درجة الحرارة إلى 40 درجة فوق الصفر. كما أن معدل إحتراق فيلم النيترو سليلوز يعادل 15 مرة بالنسبة لمعدل حتراق الخشب أضف إلى هذا عدم إمكانية إطفاء الحريق لأن المادة تنتج غازات سامة للإنسان تُغذي الحريق.وبسبب ذلك توقف تصنيع أفلام النيترو سليلوز عام 1951م.

   ثانيا: أفلام خلات السليلوز

      اسيتات السليولوز (المعروف أيضا باسم zylonite أو زيل) ، أول أعد في عام 1865 ، هو استر خلات السليلوز.


        اسيتات السليولوز يستخدم كقاعدة الفيلم في التصوير الفوتوغرافي ، فيلم اسيتات السليولوز قدم في عام 1934 كبديل لفيلم نترات السليولوزوالذى سبق الحديث، وتصنع من أشكال مختلفة من ألياف السليولوز المختلطة مع حمض الأسيتيك، وأنهيدريد الأسيتيك، بالإضافة إلى حمض الكبريتيك كعامل مساعد .

 

       وقد تم تصنيع ثاني أسيتات السليولوز بمعرفة شركة كوداك، وذلك في الفترة من عام 1925 إلى عام 1940، ثم واصلت شركة أجفا صناعتها حتى عام 1955. ثم حلت مادة ثالث أسيتات السليولوز الأكثر تحملاً تدريجياً محل مادة ثاني أسيتات السليولوز في أواخر الأربعينيات.

       ولكنها  عندما تتعرض للحرارة ورطوبة أو الأحماض في قاعدة الفيلم تبدأ في التدهور إلى حالة غير صالحة للاستعمال ، والإفراج عن حامض الخليك مع رائحة مميزة  مما تسبب في حدوث ما يسمى  مرض الخل.

ثالثا: أفلام البوليستر:

 وتتكون طبقة المستحلب من مادة الجيلاتين التي تُعد أكثر عرضةً للتغير من مادة البوليستر المستخدمة كمادة أساسية، نظراً لأنها مادة ماصة للرطوبة وقد يصيبها التعفن في ظروف الرطوبة النسبية العالية.

 

رابعا: الأفلام المصنوعة من جيلاتين الفضة:
       جيلاتين الفضة هو النوع الوحيد المعترف به لأغراض الحفظ أو أعمال ’’الأرشيف‘‘ . ويتم التقاط الصورة عن طريق تعريض مركبات الفضة للضوء.        

 

     والفيلم المصنوع من الفضة بالمعالجة بالماء هو النوع الوحيد الذي يعترف باستخدامه للأرشيف، حيث أن فيلم الفضة الجاف لا يتم تثبيته من خلال المعالجة الكيميائية والغسيل.

 

خامسا: الأفلام المصنوعة من الديازين:
       يُقصد بالديازين أملاح الديازونيوم المستخدمة في الطبقة المغلفة. ويتم مزج الأملاح بالصبغات لإنتاج الصورة. ونظراً لأن الديازين يتأثر بشدة بالأشعة فوق البنفسجية، خصوصاً في آلة القراءة، فإن هذا النوع من الأفلام يمكن أن تبهت ألوانه.

 

سادسا: الأفلام الكيسية:
       إن كلمة كيسية مشتقة من الأكياس أو الفقاقيع التي تتكون عندما يتم تحميض الصورة من خلال التسخين، مما يتسبب فى تمدد جزيئات النيتروجين الموجودة في مادة الديازونيوم. وبعد ذلك تُستخدم الأشعة فوق البنفسجية للقضاء على الأملاح. وقد يتسبب الضغط فوق الفيلم في إتلاف الفقاقيع الحاملة للصورة، كما أن المعالجة الخاطئة قد تتسبب في انفجار الفقاقيع، مما يؤدي إلى تلف الصورة.


 

تركيب الشريط الفيلمى

       المصغرات الفيلمية غير مستقرة بطبيعتها, وهي تتكون كما هو معروف من طبقاتٍ مختلفةٍ ومعقدةٍ. ويتكون الفيلم الأبيض والأسود من أربع إلى خمس طبقات:

 

·     طبقة من الجيلاتين لحماية الصورة من الكشط,

·     وطبقة تحتوى على مستحلب حساس للضوء من أملاح الفضة الموجودة فى مادة الجيلاتين,

·     وطبقة من مادة لاصقة تعمل على لصق الصورة بالدعامة التى تحملها, وتُصنع هذه الدعامة من مادة أسيتيل السليولوز (كانت كافة الدعامات قبل عام 1951 تُصنع من مادة النيتروسليولوز أو النترات

·     وطبقة أخرى خارجية من الجيلاتين تعمل على ثبات الأبعاد.

 

غير أن الأفلام الملونة أكثر تعقيداً من ذلك بكثير. فهى تتكون من تسع طبقات:

·     طبقة الجيلاتين التي تمنع كشط الصورة,

·     وطبقة من الجيلاتين الحساس للون الأزرق المحتوي على أملاح الفضة ووصلات الألوان,

·     وفلتر أصفر يسمح بمرور الأشعة الخضراء والحمراء لكنه يمتص أية أشعة زرقاء لم تمتصها الطبقة الزرقاء,

·     وطبقة حساسة للون الأخضر,

·     وطبقة من الجيلاتين لمنع ترحيل الألوان,

·     وطبقة حساسة للون الأحمر,

·     وطبقة من مادة تجليد لاصقة, ودعامة مصنوعة من ثلاثى أسيتات السليولوز أو البوليستر

, وطبقة من الجيلاتين تعمل على ثبات الأبعاد

·     لايمكن أن تتلف الافلام الميكروفيلمية اذا ماروعيت الاصول الفنية العالمية في انتاجها الا نتيجة سوء التخزين وتعرضها للرطوبة والأتربة ودرجة الحرارة المرتفعة

·     من مميزات الميكرو فيش سهولة الاستخدام و التداول لكونها بطاقة مسطحة الشكل و إمكانية تدوين المعلومات الخاصة باللقطات الفلمية المسجلة على الجزء العلوي كإسم المصدر و الكاتب و المقالة و المجلد و العدد و هذا يوفر الوقت للبحث عن المعلومات المطلوبة

·     تمتاز الميكروفيش أيضا برخص ثمن التداول و هي تشغل حيزا صغيرا جدا و تعد البديل الأمثل عن الميكروفليم و خاصة لتدوزيع المجلات بكافة أنواعها.

 

 

 

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top