مقدمه عن تاريخ اليونان
يكتبه محمود
حسين النوبي.
مسمى
اليونان
كان لفظ ( أخاخييس
) يطلق على شمال اليونان حتى القرن التاسع أو الثامن قبل الميلاد ( في عصر
هوميريوس) وسمي سكان المنطقة ( الاخيين ) كما سمى هوميريوس اليونان ( أرجوس / احدى
مدن ارجوليس في شبه جزيرة البلوبونيز ) وأحيانا كان يطلق على اسم منطقة البلوبونيز
فقط
.
سمى هوميريوس منطقة
صغيرة جنوب شرق اقليم ثساليا باسم ( هيللاس ) ولم يطلق هذا الاسم على بلاد اليونان
إلا حوالي أوائل القرن السابع قبل الميلاد وسمي سكان البلاد ( الهيلانيين , ) . أطلق الرومان اسم ( الاغريق ) على اليونان
الذين أسسوا مستعمرة (كوماى ) أقدم المستعمرات اليونانية على الساحل الغربي
لايطاليا الى أن أصبح الاسم يطلق على كل سكان اليونان .لفظ ( اليونان أو اليونانيين ) هو غالبا تحريف للفظ أيونيين (
وهم الأغريق الذين استوطنوا في الساحل الغربي لآسيا الصغرى ) وكانوا أكثر احتكاكا
بحضارات الشرق الأدنى القديم .
أولا : الظروف
الجغرافية لبلاد اليونان
- تقع بلاد اليونان بين بحرين
-
( بحر
الادرياتيك و أيونيا) اللذان يفصلانها عن ايطاليا وصقلية من الغرب ) وبحر ايجة ) الذي يفصلها من الشرق عن آسيا الصغرى .
- مناخها (يميل إلى الجفاف) ويبدأ موسم الجفاف
من منتصف مايو إلى منتصف سبتمبر وينعدم المطر في المتوسط سنة لكل ثلاث سنوات وفي
السنتين الأخرى قليل بدرجة ملحوظة .تتوقف الحياة فيها على الأمطار الفصلية في الشتاء بسبب خلوها
من الأنهار الكبيرة إذ أن الأمطار الموجودة تفيض شتاء ولكنها تجف صيفا وهي غير
صالحة للملاحة أو الشرب .
ثانيا : الظروف الاقتصادية
لبلاد اليونان
الزراعة
مناطق الزراعة
تنحصر في السهول القليلة الاتساع التي تحيطها الجبال مثل سهول ( اسبرطة – تساليا –
الجزء الأوسط من سهل أركاديا) و السهول المنحدرة نحو البحر مثل ( أرجوس – أثينا –
اليوسيس ) وهي غير خصبة لدرجة كبيرة وكانت فقيرة نوع ما مما ساعد على اتجاه سكان
هذه المناطق للتجارة الخارجية وقوى الأطماع الاستعمارية لدى العديد من الدويلات
اليونانية خاصة ( أثينا ) لكي تؤمن لمواطنيها الغذاء الكامل ، وكنت زراعتهم عبارة عن
( قمح وزيتون وكروم ) وكان غذائهم الأساسي عبارة عن القمح أو الشعير وقلما يأكلون
اللحم إلا في الأعياد من لحوم الأضاحي وكان القمح يخبز أما الشعير فكان يعجن
بالماء دون خبز ويؤكل كحلوى أما الكروم فيستخرج منه النبيذ أما الزيتون فيستخرج
منه الزيت ويستعمل مع الطعام وبديلا عن الصابون ووقود وتستغرق شجرة الزيتون عشرين
عاما حتى تثمر لذا فأن تدميرها يعتبر خسارة فادحة .
الصناعة
تأتي بعد الزراعة
وكانت أرض اليونان تنتج بعض مقومات الصناعة مثل ( الرخام المستخدم للبناء ، والطمي
المستخدم لصناعة الأواني الخزفية ، والنحاس والفضة المستخدمة في الصناعات المعدنية .
اشتهرت : أثينا /
بالفخار ، وكورنثة وخالكيس / بالمشغولات المعدنية ، ومليتيوس / بالملابس الصوفية ،
وميجارا / بالعباءات .
كان الصانع يعتمد
فقط على أدواته البسيطة ولا يحتاج رأس مال وكان يسمى ( تخنيتيس أي فنان ) ، وكان
لظهور النقود اثره في تطور الصناعة وزيادة الطلب على المصنوعات ، وقد اعتمدوا على
الرقيق في الأيدي العاملة .
التجارة
تقوم التجارة على
ثلاث مقومات
أ- فائض في الإنتاج
يتاجر به ، ب- الطرق البرية والبحرية التي ينقل عن طريقها هذا الفائض إلى حيث
يستهلك ، ج – وسيلة التعامل في هذا الفائض سواء كانت ( نقدا أو مقايضة) .
وأهم المشاكل التي
واجهت التجارة في اليونان
أ-المواصلات : لأن
الطرق البرية وعرة وضيقة لذا أصبح النقل البري أقل تكلفة ولكنة بطيء ومعرض لخطر
القراصنة
.
ب-إيجاد نظام
للتعامل يثق به كل الأطراف : لأن كل مدينة كان لها موازينها ومقاييسها وعملتها إلا
أن (أثينا) استطاعت أن تجعل عملتها هي السائدة بين دويلات اليونان
المطرزة من بلاد الشرق
الأدنى والأحذية والبرنز من اتروريا والعطور من بلاد العرب .
النقود:
كان أساس التعامل
في المجتمع اليوناني القديم هو المقايضة وكانت الضرائب تدفع من المحاصيل والأجور
تدفع بما يعادلها من الطعام ولتضخم حجم
المعاملات دعت الحاجة لوجود مقياس عام معترف فيه في المعاملات لأن عملية المقايضة
مرهقة وغير دقيقة لذا بدأ تشكيل الذهب والفضة لتبادلها في المعاملات اليومية .
وأول من صك النقود
واستعملها كوسيلة معترف فيها في المقايضة هم ملوك ( ليديا ) في القرن السابع قبل
الميلاد واستعملتها ( إيجيا) بعد ذلك بسنوات قليلة ، وقد صكت هذه النقود بخليط من
الذهب والفضة وكانت تختلف نسبة الذهب حسب بلد إصدارها مما يزعزع الثقة بهذه العملة
إلا أن ( أثينا ) اكتسبت عملتها ثقة العالم القديم لحرصها على عدم تخفيض نسبة الذب
في العملة المصكوكة .
كانت العملة (
الأثينية ) تتركز حول الدراخمة) التي كانت
تحتوي على 6 أوبول ، ثم (المينا) 100 دراخمة ، ثم (التالنت) 60 مينا أو 6000
دراخمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق