--> صناع البردي في مصر القديمة - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home مقالات مصر القديمة

صناع البردي في مصر القديمة

 

صناع البردي 

بقلم أ/ محمود محمد مندراوى... مفتش اثار المنيا الشمالية

صناع البردى


 لقد حاز البردى المصرى القديم على أهميةوأهتمام الشعوب القديمة كلها حيث انهم لم يكونوا يعرفو الورق وكانوا يكتبون على جلود الحيونات وعلى الاحجار  والاخشاب الى ان قام المصرى القديم باختراع ورق البردى الذى ساعد على انتشار العلم وسهل عمليه الكتابة والمراسله جدا بين الشعوب والافراد فى العصر القديم

كان نبات البردى هو رمز مملكة الشمال حيث كان ينموا هذا النبات فى أحراش الدلتا ومستنقعاتها قام المصرى القديم بأستغلال وصناعة هذا النبات الى أن وصل   صنعه من لفائف البردى أطولا تصل الى 45 م

ومن البردي أيضا صنعت الصنادل والمراكب الخفيفة والسلال والحبال والحصر والفرش

وقد كتب المصريون القدماء على مواد كثيرة منها الجلود والخشب وأوراق الأشجار والأحجار  ولكن البردي هو المادة التي استخدمت في القرون الأولى من المدنية حتى أوائل العصور الوسطى   وتدل النقوش المرسومة على المعابد المصرية والتي تمثل أشكالا لهذا النبات   والسفن التي صنعت من سيقانه والتي تركت رسومها على جدران معبد الدير البحري  والوثائق الفرعونية المكتوبة على أوراق من البردي بالهيروغليفية أو الهيراطيقية أو الديموطيقية   وهى الكتابات المستعملة في اللغة المصرية القديمة كل هذه أدلة مادية تؤكد معرفة مصر لهذا النبات منذ فجر التاريخ.


كيفية الصنع
وقد قام المصريين القدماء بقطع السيقان إلي أجزاء صغيرة حسب مقاس الورقة المطلوب ثم نزع القشرة الخضراء من حول اللب وتقطيع اللب الداخلي بواسطة خيوط من الحرير بمهارة فائقة للحصول علي شرائح متساوية ذات سمك صغير جدا .
تعالج هذه الشرائح بمادة كيميائية لتصبح في صورة رخوة لدرجة كبيرة ثم تعالج بمادة مبيضة لتعطي اللون الكريمي المميز للون ورق البردي الموجود حاليا في المتاحف .
ترص هذه الشرائح علي قطعة من القماش النظيف طولا ثم طبقة أخري عرضا فوقها حسب المقاس المطلوب ويوضع فوقها قطعة أخري من القماش ثم يوضع بي بين كل ورقة وما عليها من قماش فاصل من الكرتون للتجفيف ثم يوضع حجر كبير فوق كل الأوراق

أهميتة

وتعد أوراق البردي  من أهم المصادر التي يرجع إليها في الدراسات التاريخية فقد استخدموه المصريين  لتحرير عقود البيع والشراء والزواج واذاعوا به أوامرهم الرسمية  وكان البردي يصنع في دور البردي ثم يتناوله الناس عن طريق التجارة

وقد كان العالم القديم كله يعتمد على مصر فى صناعة البردى وكانت لها مصانع كبيرة تقوم بتصنيعة وكانت الأسكندرية فى العصر اليونانى من أكبر المدن فى مصر تصنيعا للبردى وقد أستوردت الدول القديمة ورق البردى من مصر ومن اهمها الدولة اليونانية والرومانية فقد أشتهرت اليونان بوجود الفلاسفة الذين هم بطبيعة الحال فى حجة الى أوراق لتسجيل خواطرهم وعلومهم وكثيرا من دول وممالك آسيا أستوردت ورق البردى من مصر  مقابل الأخشاب

ولما كانت أهمية  أوراق البردى وضروراتها فى تسيير العدد الهائل من الموظفين داخل الدولة لتسجيل  كل ما حولهم من دخول وخروج مواد أو منتجات أو فى كتابة القضايا أو فى المراسلات بين الحام والموظفين جاءت أهمية صانع البردى الذى تطلب منه أنتاج كميات كثيرة لحاجة الدولة للأوراق وأيضا للتصدير للخارج فقد عرف البردى المصرى وجودتة فى جميع أنحاء العالم القديم وكانوا يقوموا بالتبادل التجارى بمنتجاتهم مع البردى المصرى  مما جعل الصانع ينتج أكثر فيبيع أكثر فيصبح ميسور الحال حيث ان  صناع البردى أيضا كان لهم دورهم وأهميتهم فى المجتمع المصرى القديم لما ذكرنة سابقا من حاجة العالم القديم كله له ولصناعة ورق البردى فقد نال صناع البردى أحترام كل المجتمع المصرى وتقديرة بل وأحترام شعوب العالم أجمع فقد ساعد فى عملية نشر العلم وتدوين التاريخ للشعوب القادمة فلولا أوراق البردى ما كان ليتقدم العلم وما كاد يصل الينا من أخبار القدماء الا القليل

وقد كان صناع البردى يعيشوا فى أماكن بالقرب من المادة الخام للبردى  وقد كان أغلب تمركزهم فى أقاليم الدلتا لأشتهار ووفرة نبات البردى فى الدلتا وقد أنشئ لورق البردى مصانع فى مصر وقد أشتهرت مدن بعينها فى صناعة البردى ومنها أشتهار الأسكندرية بصناعة البردى وذلك لقربها من البحر لتسهيل عمليه النقل والتصدير الى الخارج وقربها من مناطق أنتاج وزراعة ورق البردى

وأخيرا فلولا أختراع البردى وقيام صناعة بتطويرة لما كانت الكتابة والفنون والأدب العالمى والمثرى  القديم ليتطور أو ليصلنا فكثيرا من التاريخ جاء عبر ورق البردى مما يدل على اهمية صانع البردى فى التاريخ ووصوله الينا

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top