التلف البشري Human deterioration
بقلم : منتصر عبيد عبادى ....باحث
ترميم اثار
مقدمة
لقد اتفق الباحثون وعلماء ترميم وصيانة الآثار على ان دراسة الدور المتلف
لعوامل وقوى التلف التى تهاجم الآثار بشتى أنواعها ومكوناتها تعتبر أولى خطوات
العلاج السليم، ذلك أن من أهداف هذه المقاله هو وضع تصوير للتلف البشرى وما أدت إليه من مظاهر تلف مختلفة
سواء على سطح الأثر أو أسفل هذا السطح بالإضافة إلى التعرف على خطورة هذا التلف ومداه. وإن كان بعض الباحثين يتناولون
دراسة الدور المتلف لعوامل وقوى التلف وذلك من خلال دراسة مظاهر التلف
(الفيزيائية- الكيميائية- البيولوجية) وما خلفته يد الإنسان فى السلم والحرب وذلك
بتقسيم هذه العوامل إلى عوامل فيزيائية وكيميائية. أو يقومون أحيانا بدمج هذه
العوامل وتلك القوى المتلفة وذلك بتحديد مصادرها والإشارة إلى الظروف المثلى التى
تعمل على نجاح الدور المتلف لهذه العوامل --
ولذلك
فأنه تقسم عوامل وقوى التلف إلى عوامل خارجية أى تهاجم الأثر من الخارج وعوامل
داخلية أى تعمل فى تلف مكونات الأثر من الداخل وعوامل بشرية ولكن يجب أن لا يناقض
هذا التقسيم الحقيقة القائلة أن معظم عوامل التلف تعمل على تلف الآثار مجتمعه
وتتنوع عوامل أو أسباب تلف القطع الأثرية او المبانى الاثريه
باختلاف الظروف التى توجد فيها أو تقع تحت تأثيرها هذه الاثار وتتنوع هذه
الظروف تنوعاً كبيراً وسوف نلقى الضوء فى هذا المقال عن التلف البشرى باعتباره
احدى عوامل التلف التى توثر على القطع و المبانى الاثريه بشكل ملحوظ ولا يمكن
الاغفال عنه فى تلف الاثار
1-
التلف البشري Human deterioration
وهو الذى يسببه الانسان من ضرر على القطع والمبانى
الاثريه والتاريخيه من فعل الانسان سواء كان بقصد او غير قصد ولكن فى النهايه يسبب
الضرر لتلك الاثار وعلى سبيل المثال لا الحصر
لقد تعرض معبد دندرة للعديد من عوامل ومظاهر الاتلاف بالتدخل البشرى
سواء المتعمد أو الغير متعمد ومنها
2- الترميم الخاطئ: Wrong
restoration
ويحدث
نتيجة لقيام غير المتخصصين أو الذين ليس لديهم خبرة كافية لتناول الآثار والمباني
الأثرية بالترميم ويعتبر من أخطر العوامل حيث يؤدي إلي طمس وتشويه معالم الآثار
وإستخدام مواد غير أسترجاعية (1) مما يؤدي إلي حدوث بعض التلفيات بالآثار
بسبب عدم الدراية الكافية لمظاهر التلف وأيضا عدم إدراك المرمم للآثار الجانبية
الناجمة عن إستخدام بعض المواد المقوية والمثبتة أو إستخدام مواد لها تأثير ضار
علي الأثر علي المدي البعيد( 2) ومن أعمال الترميم الخاطئة الموجودة
بالمعبد :
أ- أستعمال أسياخ الحديد في تجميع الأجزاء المنفصلة وتدعيمها :
وتكمن خطورة إستخدام الحديد في التسليح عندما يصدأ حيث يصاحب ذلك
زيادة في حجمه نتيجة تراكم أكاسيد الحديد علي سطحه وتبدأ عملية صدأ الحديد عندما
يتحول الوسط الموجود حوله من القلوية إلي الحامضية نتيجة لعوامل التلوث الجوي في
وجود نسبة عالية من الرطوبة وكذلك عند وجود نسبة من الجبس سواء كان مستخدما كمكون
أساسي أو تكون علي سطح الأحجار أو داخل الشقوق الدقيقة التي قد تكون قريبة من
الأسياخ الحديدية حيث يتميأ الجبس حمضياً مما يزيد من فرصة صدأ الحديد . ومن أهم
مظاهر التلف التي تصاحب صدأ أسياخ الحديد هي حدوث الشروخ والتشققات بسبب الضغوط
الناتجة عن زيادة حجمه بعد الصدأ بل أن هذه الظاهرة تنتج أيضا نتيجة أن معامل
التمدد الحراري للحديد أعلي بكثير من التمدد الحراري للأحجار حيث يبلغ تمدده 11×10
بينما الحجر الجيري 1×10 (2).
ب- استخدام مونة الأسمنت :
يحتوي الأسمنت علي حوالي 12% من الأملاح القابلة للذوبان في الماء مثل
أملاح هيدركسيد الصوديوم وهيدروكسيد الكالسيوم وكبريتات الصوديوم وسليكات الصوديوم
(3)
وتزيب هذه الملاح في الجدران ، ثم تتبلور في أماكن مختلفة منها ، ويسبب تبلور
الأملاح وما يصاحبه من ضغوط موضعية تفتت الأسطح وضياع ماتحمله من زخارف (4).
2- الإهمال
والتخريب المتعمد :
والإهمال هو نتيجة لعدم الاهتمام بالأثر مما يجعله عرضة للتخريب من
قبل الزوار أو سكان المنطقة مثل كتابة أسماء الزائرين علي الحوائط والجدران أما
أعمال التخريب المتعمد فتتمثل في تشويه المناظر والنقوش وذلك نظراً للتتابع
الأديان، والملل في هذه الأوقات فيعمل كل منهم علي تخريب آثار سابقة ليكون هو
السائد .
وتتنوع عوامل التلف البشرى حسب المنطقه الاثريه والاثر نفسه والمكان الذى يتواحد فيه الاثر وطبيعه المنطقه المحيطه ايضا يشمل التلف البشرى حول المناطق الاثريه مثل
1_ التعديات الزراعية حول موقع المعبد مما
يتسبب فى ارتفاع منسوب المياه الارضية اسفل المعبد وتكوين التربة بالاملاح وخلافه
فضلا عما تسببه من تشويه وتلوث بصرى
2_ التعديات السكنية ومما تسببه من تلوث بصرى
ورفع فى منسوب المياه الارضية من خلال مياه
الصرف الصحى ومياه الشرب المتسربه من الشبكات المتهالكة او التى لا توجد فى بعض
مناطق الريف
3_ حك جدران واعمدة المعبد بهدف
التبرك الناتج عن نقص المعرفة والثقافة والوعى
وفى
نهايه الامر يجب ان يتم الاهتمام بهذه العوامل لتجنب تلف تلك الاثار وحمايتها فنحن
نملك حضاره لا مثيل لها فى العالم وواجبنا حمايتها من كل ضرر وهذا ابسط ما يمكن ان
نقدمه لتلك الحضاره العريقه
1 - عبده عبد اللاه عمران داوود
– مرجع سابق ص 137
2 - ™علياء محمد عطية دراسة في
علاج وصيانة التوابيت الخشبية والحاملة للطبقة اللونية مع تطبيقات عملية في هذا
المجال – رسالة دكتوراه 1999 ص 172
2 - أماني عبد الحافظ –
3 - أمان عبد الحافظ محمد بكر –
4 - محمد كمال خلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق