فن النحت اليوناني والروماني

أماني طه شلش ..مفتشة اثار يوناني روماني

المواد المستخدمة في النحت اليوناني والروماني

استخدم اليونانيون بكثرة عنصر الخشب المطعم بالمواد الثمينة في فن النحت حتى القرن السادس ق.م، وأيضاً استخدم البرونز – الذي صهره عدو اليونانيين – والذهب كالذي استخدمه النحات فيدياس حيث كان يستخدمه مع العاج في القرن الخامس ق.م ، والمرمر  الذي بات واضحاً كتأثر من الحضارة المصرية القديمة في منتصف القرن السابع ق.م ، والحجر حتى أواخر العصر اليوناني ، وكانت التيراكوتا لها نصيب كبير في هذا الاستخدام ،وكان في البداية يُستخدم الحجر اللين لسهولة تشكيله ، ولكن بعد استخدام المطرقة والإزميل بدأ الفنان اليوناني باستخدام أنواع حجارة قاسية مثل الرخام بكل احتراف .

وكثيراً ما كانت التماثيل في العهد القديم (1100-490) تطلى بالألوان، ولكن وجد اليونانيون في آخر ذلك العهد أن ترك الرخام المصقول من غير طلاء اصطناعي أوقع في النفس وأدنى إلى تمثيل بشرة النساء الرقيقة.

أما النحاتون الرومانيون فقد استخدموا تقريباً نفس العناصر نقلاً عن اليونانيين ، حيث أنهم في بداية ازدهارهم كانت القوة العسكرية هي شغلهم الشاغل فبم يهتموا بفن النحت وقت ذاك ، ولكن بعد استقرار حكمهم أصبحت الطبقة الرومانية الثرية تهتم بهذا الفن حيث اقتنوا النماذج الإغريقية وبرعوا في ترميمها ، إلى أن تقدم بهم الحال لصنع مثل هذه النماذج بتأثير عسكري روماني .

التأثيرات الخارجية على فنالنحت اليوناني والروماني :

كان هناك العديد من التأثيرات الخارجية الشرقية على فن النحت اليوناني ، حيث تظهر هذه التأثيرات على التماثيل اليونانية العتيقة كالجمود الخالي من الرشاقة ، والساقين المشدودتين ، والذراعين المتدليتين على الجانين ، والعينين الشرقيتين اللوزتي الشكل التي تنظر أماماً نحو ناظرها ، والوجه الثابت الخالي من الحركة والعاطفة ، والنسبية .

وقد ساعدت هذه التأثيرات الأعراف الدينية اليونانية التي كانت متواجدة قبل القرن الخامس ق.م والتي كانت مسيطرة بدورها على فن النحت ، فكان يقتصر التمثال اليوناني على القليل من الأوضاع والأنماط ، فالغالبية من هذه التماثيل تمثل الشاب العاري بقليل من الملابس وكذلك المرأة التي تنحت بوقفة ثابتة وثوبها في إحدى يديها .

وبالرغم من هذه التأثيرات الشرقية إلا أن وظيفة التماثيل اليونانية تختلف عن وظيفتها في مصر القديمة ، حيث أن الفنان الإغريقي يصنع التمثال كما هو على الطبيعة لكي يشاهده المشاهد ويعجب به ، أما الفنان المصري القديم فكان له قواعد دينية معينة لابد أن يحترمها عند صناعة التمثال لكي تتعرف عليه روح المتوفى ( كا ) وليس للمشاهدة والإعجاب .

وفي أوخر عهد الطاغية بسستراتس وهبياس بدأ الجمود يزول من هذا الفن ، حيث تحررت عين التمثال من النظر للأمام ، وظهرت الحركة في الساقين ، وابتعد الذراعان عن الجانبين ، وظهرت التعابير والعاطفة على الوجه ، وبدأت الأوضاع المختلفة تظهر على التمثال بدلاً من الأنماط المعروفة ، ومن هنا نجد الفن اليوناني يتفرد بنفسه ويظهر على الساحة بدون التأثيرات المصرية والشرقية ، مُظهراً براعته وحنكته