--> ســمفــونية الــــتــــاريخ - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home إسلامي

ســمفــونية الــــتــــاريخ

 

ســمفــونية الــــتــــاريخ

(مصر قبيل الفح الإسلامى )

بقلم / أميرة لطفى الشحات.....مفتشة اثار اسلامية

 


بينما تخرج إلينا أجمل الألحان من أروع السيمفونيات ، فإن الحضارة الإسلامية تطل علينا لتجسد لنا أجمل سمفونيات التاريخ المصرى عبر العصور وبينما ننظر إلى أجمل الأزهار فى الطبيعة ، فإن  الحضارة الإسلاميه تخلد لنا أجمل قصص التاريخ المصرى عبر العصور.........

 وسنبحر الأن فى التاريخ الإسلامى فى مصر من قبيل الفتح  الإسلامى لمصر  حتى نهاية الخلافة العثمانية ، وسنستهل كتابتنا عن مصر قبيل الفتح الإسلامى .

دائما وأبداً كانت مصر غنية بماضيها  وتاريخها العريق ، فكما كانت مصر قبل الإسلام درة فى جبين العالم فإنها أصبحت بعد الإسلام أغلى الدرر ،فمصر إقليم له خصوصية تاريخيه وظروف إقليميه تجعله شديد الحساسيه يتأثر بما يجرى حوله ويؤثر فيه ، كما شهدت أراضيها تفاعلاً بين التراث العربى الإسلامى الوافد والتراث المصرى الأصيل وأصبحت فى وقت قصير جزءا من عالم إسلامى ممتد .

حفل القرن الأول الهجرى السابع الميلادى بتطورات هامه غيرت مجرى الأحداث وسطرت تاريخاً حافلاً لمصر التى أصبحت إسلامية ،  بعد إنتصار أغسطس قيصر على كليوباترا فى موقعة أكتيوم سنة 31 ق.م وإستيلائه على مصر سنة 30 ق.م  أصبحت مصر ولاية رومانية تابعة للإمبراطورية الرومانية ، ثم أصبحت ولاية بيزنطية منذ سنة 284م إلى 640م  ، وتدهورت أحوال مصر تدهوراً كبيراً  بسبب إستغلال الرومان لخيراتها ومواردها  وانعكس ذلك على كل مناحى الحياة إقتصاديا وسياسيا ودينيا وإجتماعياً، فقد أعتبرت الأمبراطورية البيزنطية مصر مجرد مخزن للغلال تحمل منه الخيرات  إلى العاصمة القسطنطنية ، وفرضت الضرائب الباهظه على المصرين حتى ضج الفلاحون وأنضم إليهم التجار والحرفين .

ونهجت الإدارة البيزنطية نهج القواعد الرومانية  فى إقصاء أبناء البلاد عن المجالس السياسيه والتشريعية وتجاهل كل صوت  يصدر من الأهالى فى رفع المظالم .

وقد ظهر فى الأفق عامل جديد وهو ظهور المسيحية إلى مصر فى القرن الأول الميلادى وإنتشر تدريجياً  فى جميع أنحائها منذ القرن الثانى الميلادى إلى أن الأباطرة الوثنين ناصبوا المسيحية العداء وبدأ إضطهاد  الحكومه لمسيحى مصر مما يعكس هذا الأئر السئ الذى تركه هذا الإضطهاد فى نفوس القبط ، إلى أن إعترف الإمبراطور قســطنطين الأول بالمسيحيه  ديناً مسموحاً ضمن الديانات الأخرى عام 323م إلى 337م  ، إلى أن أصبح الدين الرسمى الوحيد فى جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية  وذلك فى عهد تيودوسيوس الأول عام 397م إلى 395م ، واضطهد الأباطرة أبناء الكنيسه  ووجد المصريون فى هذا الخلاف سبيلاً للخروج على بيزنطه وقاموا بحركات مقاومه ضد مساوئ الإدارة البيزنطيه ، وكانت السلطات البيزنطية تعسفت فى جمع الضرائب وظلم الأهالى مما أدى إلى إنتشار الفوضى واضطراب مرافق البلد ، وفى ظل هذه الأحداث  وقوع مصر تحت طائله هجوم فارسى ساسانى  وكانت دولة فارس معادية للبيزنطين   وحاولت إنتزاع مصر والشام من الإمبراطوريه  البيزنطية  وحققت الجيوش الفارسيه انتصاراً بسيطرتها على مصر والشام  عام 616م فى عهد كسرى الثانى  وبالرغم من أن الأمبراطور البيزنطى هرقل إستطاع أسترداد مصر والشام وتوغل فى بلاد فارس نفسها عام 629م إلا أنه عجز عن تحقيق الإستقرار فى مصر بسبب إستتفحال المشكلة الدينية ، وقد أسند هرقل الرئاسه الدينية والسياسيه لشخص واحد إسمه قيرس الذى يعرف عند مؤرخى العرب بإسم المقوقس والذى وضع المصريون أمام خيارين لا ثالث لهما أما قبول مذهب هرقل أو إما الإضطهاد وقاسى أقباط مصر كل أنواع الأضطهاد ، وقد كره المصريون بيزنطه كراهية شديدة فى نفس الوقت فيه الدعوه الأسلاميه قد إنتشرت فى بلاد العرب  .  وعندما أستطاع سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم  يعقد مع قريش صلح الحديبيه  فى السنه السادسه  للهجرة فقد أتاح هذا الصلح أن يبعث بسفارته  إلى رؤساء وملوك العالم يدعوهم إلى الأسلام ، وقد أتجهت سفارتان إلى هرقل  ونائبه قيرس المشهور بإسم المقوقس  ، وقد أحسن المقوقس إستقبالها   وبعد وفاة الرسول  ولما كان العرب أتموا السيطرة على بلاد الشام أرسل أبو بكر  أربعة جيوش إلى فتح الشام وتناقل الناس أسلوبهم فى الحكم ورحمهم الدينية السمحه وإحترامهم للكنائس والبيع ومعاملة أهل الذمه قوامها العدل ، وفى مصر قد إنقسم المجتمع إلى طبقتين ، طبقة الحكام وهم الرومان الذين تمتعوا بكل الحقوق والوجبات وطبقة المصريون أصحاب الحق والذين سلب منهم كل الحقوق وأصبحوا غرباء فى بلادهم  ،وأدت كراهية المصريون إلى من يخلصهم من الذل والظلم  مما سهل كل السبل إلى فتح مصر  ورأوا فى مجئ العرب إلى بلادهم إنقاذاً لهم من الظلم ، وسنتحدث  فى العدد القادم عن الفتح الإسلامى لمصر  إن شاء الله ...

 

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top