التلوث الجوى
وتأثيره على المقتنيات المتحفية
Air Pollution
ـــــــ
يكتبه
أ/ محمود عبدالله محمد اخصائى وباحث فى
ترميم الاثار بالمتحف القومى للحضاره المصريه
ـــــــــ
يتكون الهواء الجوى بصورة رئيسية من خليط من
النيتروجين والأكسجين بنسبة 4: 1 بالحجم بجانب كميات متراوحة من غازات أخرى, كما
أنه يحتوى على كميات قليلة من مركبات كيميائية ناتجة عن نشاطات الإنسان المختلفة
ويطلق على هذه المركبات غازات التلوث الجوى والتى يكون لها تأثير ضار على
المعروضات المتحفية. كما يحتوى الهواء كذلك على السناج وهو حبيبات دقيقة من الكربون ينتج عن
عمليات الاحتراق غير الكامل للوقود والتى تختلط مع الأتربة وتترسب على أسطح الآثار مؤدية
إلى تغير اللون الأصلى للأثر وتشوه المظهر العام بجانب المساعدة على بعض عمليات
التلف الأخرى إذ أنها تجذب الرطوبة من الجو وتشجع على التواجد الحشرى وتساعد على
تأكل الألياف الحساسة مثل ألياف الريش.
ويمكن لهواء المتاحف أن يحتوى على العديد من غازات التلوث الجوى بجانب
الأتربة والسناج مثل ثانى أكسيد الكبريت ـ ثانى أكسيد النيتروجين ـ الأوزون ـ
أبخرة حمض الخليك ـ أبخرة حمض الفورميك
ـ الفورمالدهيد ـ مركبات عضوية متطايرة . ويكون المصدر الرئيسى لهذه الغازات الهواء
الجوى الخارجى أو الغازات المنبعثه من بعض المواد التى تستخدم فى البناء أو كمواد للتنظيف أو بعض الطلاءات أو
بعض المواد التى تستخدم فى عمل قواعد وحوامل للآثار . ومن أهم غازات التلوث الجوى التى تسبب العديد
من الأضرار للآثار المتحفية:
(1)
كبريتيد الهيدروجين H2S :
ــــــــــــــ
وهو ينتج من تلف الخضراوات والحيوانات ويمكن التعرف عليه بالشم 0 وكذلك يمكن تواجد هذا الغاز كنتيجة لعمليات
التقادم للعديد من المواد مثل النسيج, بعض اللواصق ، الاخشاب الصناعية
، الصوف ، الشعر ، الكاوتش ،
بعض أنواع الصبغات 0
ويتسبب هذا الغاز فى فقدان البريق للمعادن
وتعرضها للصدأ خاصة الفضة التى يتكون عليها طبقة قاتمة تتحول ألى اللون الأسود بمرور
الزمن, بجانب تأثيره على الألوان التى تستخدم فى
تحضيرها معادن مثل أبيض الرصاص وأحمر الرصاص اللذان يتحولان للون الأسود نتيجة تكون كبرتييد الرصاص 0 كما أنه يتسبب فى تلف الصور الفوتوغرافية الأبيض والأسود والتى تستخدم مركبات
الفضه فى طبعها .
(2) ثانى أكسيد الكبريت SO2
:
ــــــــــــــــ
ينتج بصورة رئيسية كنتيجة لعمليات أحتراق الفحم والزيوت ويرجع تأثيرة الضار
إلى قدرته على الادمصاص بأسطح الآثار حيث يتفاعل مع
الرطوبة الموجودة بالهواء, أو المدمصة بالأسطح نتيجة لوجود
الأتربة ليعطى مركبات حامضية مثل حمض الكبريتيك وحمض الكبريتوز وهى أحماض غير
متطايرة وبالتالى تظل ممدصة بالأسطح مما يعرض الأثر للعديد من الأضرار, خاصة فى حالة الآثار الجلدية التى تصبح فى
حالة يطلق عليها العفن الأحمر ( red rot ) حيث يتحول السطح لمسحوق ويصبح له رائحة
حامضية وترتفع قابليته للتقصف مع
إمكانية ظهور شروخ بالسطح.
كذلك يكون له تأثير ضار مع الأثار الخشبية
والحجارة و الورق الذى يؤدى
إلى أصفراره وزيادة قابليته للتقصف.
(3) المركبات العضوية:
ــــــــــــ
العديد من المواد والخامات
التى تستخدم فى المخازن وقاعات العرض المتحفية لها القدرة على إعطاء أبخرة مركبات
عضوية تتراكم خلال العديد من السنوات خاصة داخل فتارين العرض المغلقة غير متجددة التهوية مسببة العديد من الأضرار
للمعروضات . ومن أهم المواد التى تنبعث
منها هذه المركبات العضوية الأخشاب ، مثل خشب البلوط وخشب الجوز الحلو اللذان
ينبعث منهما كميات كبيرة من أبخرة حمض الخليك والتى يمكن بالتالى أن تهاجر
إلى الآثار المتصلة بهذه الأخشاب. وكذا العديد من
أنواع الطلاءات ، والبلاسيتك ، والكاوتش ،
والمواد اللاصقة مثل خلات البولى فينيل والألواح الصناعية مثل خشب
الأبلاكاج والحبيبى.
ومن أهم المركبات العضوية التى تسبب الضرر
للآثار ، حمض الخليك الذى يسرع بعمليات
الصدأ للمعادن خاصة الرصاص عن طريق تفاعلة مع الماء وثانى أكسيد الكربون لتكوين بلورات بيضاء من كربونات الرصاص. وكذا
الفورمالدهيد الذى ينبعث من اللواصق المستخدمة فى ألواح الخشب الصناعية [
يوريافورمالدهيد ـ فينول فورمالدهيد ] والذى
يسبب تكسير الروابط فى المواد السيلولوزية والبروتينات ، تغير بعض الألوان
، صدأ المعادن ، تكون بلورات من الأملاح على الآثار الزجاجية. ويمكن للفورمالدهيد أن ينتج أيضا من العمليات
الحرارية لبعض أنواع الأخشاب . لذا فإنه من الهام أختبار المواد التى تستخدم فى
المخازن وقاعات العرض قبل الاستخدام
للتأكد من عدم أنبعاث أى مركبات منها قد تضر الآثار.
كما أنه من الضرورى أستخدام أحدى الوسائل
الفعالة للتخلص من غازات التلوث التى يمكن أن توجد داخل أماكن تواجد الآثار خاصة
فتارين العرض المغلقة 0 ويمكن الوصول
لذلك بأستخدام احدى نظم التحكم فى التلوث الجوى والتى تعتمد بصورة رئيسية على
استخدام فحم نباتى منشط أو برمنجنات
البوتاسيوم 0 والفحم النباتى المنشط يصنع
من خشب جوز الهند وهو يمتص غازات التلوث الجوى ولا يتفاعل معها كيميائيا لذا يتم
تغيره على الأقل مره كل عام , وقد أثبت كفاءة عاليه كمرشح فى حالة ثانى أكسيد
النيتروجين ، ثانى أكسيد الكبريت ، الأوزون ، الفورمالدهيد ، كبريتيد الهيدروجين ـ
ويمكن الحصول على الفحم النباتى فى عدة صور قد
تكون على هيئة ألواح أو على شكل قطع من النسيج الذى يوضع فى قاع فتارين
العرض أو وحدات التخزين . أما برمنجانات البوتاسيوم وهو عبارة عن مادة صلبة تتفاعل
مع غازات التلوث الجوى وبالتالى فأنها لا
تمثل مصدر ثانى للتلوث وهى أقل فاعلية فى
حالة تواجد الأوزون. ويمكن كذلك استخدام مادة السيلكاجيل وهى عبارة عن بلورات صلبة
ذات فاعلية فى إزالة أنبعاثات الفورمالدهيد إلا أنها غير فعالة فى حالة أنبعاثات
ثانى أكسيد النيتروجين وثانى أكسيد الكبريت والأوزون. وفى حالة وجود آثار
فضية أو صور تحتوى على مركبات الفضة يمكن
استخدام قطن مشبع تماما بنترات الفضة التى تتفاعل مع كبريتيد الهيدروجين الموجود
بالجو وتمنع تأثيره على المعروضات.
والمواد السابقة تكون ذات فاعلية مؤثرة فى
حالة استخدامها داخل حيز مغلق لذا يراعى أن تتوفر فى فتارين العرض أو أماكن حفظ الآثار
ما يلى للحصول على الفاعلية المطلوبة:
*استخدام فتارين أو حيز جيد الأحكام.
*استخدام أكبر سطح ممكن من المادة الماصة لنواتج
التلوث الجوى.
*عزل المادة الماصة
عن الاتصال المباشر بالآثار.
*استخدام وسيلة لقياس
تركيز التلوث الجوى لتحديد موعد تغير المواد الماصة وذلك عند فقدانها لفاعليتها.
*تأمين حركة الهواء
داخل الفتارين خاصة الكبيرة للتأكد من مروره على المواد الماصة.
ومن الأجهزة المستخدمة لتنقية الهواء جهاز Harthord 2000 AF- 3 الذى يستخدم للتخلص من الأتربة وغازات التلوث
الجوى وجراثيم الفطريات وكذا الغازات الحمضية والغازات المنبعثة من الطلاءات, حيث
يمر الهواء على ثلاثة أنواع مختلفة من
المرشحات. وهناك أيضا مرشحات Tsolaire
التى تحتوى على المادة الماصة لنواتج التلوث على شكل حبيبات مختلفة الألوان تقوم
بامتصاص وحجز غازات التلوث ( ثانى أكسيد
النيتروجين ، ثانى أكسيد الكبريت ،
كبريتيد الهيدروجين ، فورمالدهيد ،
أنبعاثات معظم اللواصق والطلاءات
والمذيبات ), ويمكن التعرف على الوقت المناسب للتغير عن طريق تغير ألوان هذه
الحبيبات. ومرشح واحد من هذا النوع فى
مساحة من 200 – 300 قدم2 يمكن أن يستخدم
بفاعلية لحوالى من 6 إلى 8 أشهر.
المراجع:
ـــــ
1- Appelbaum, Barbara
Guide to Environmental Protection of Collections,
Sound View Press,
Madison, 1991.
2- Barrette,B.
“Climate Control, The Egyptian Galleries at the
Metropolitan Museum of Art”, ICOM
Committee for Conservation, 7th Trennial Meeting, Copenhagen, 1984.
3- Cassor , M.
Environmental Management , Guidelines for
Museums and Galleries ,
for Museums and Galleries
Concmission , 1997 – New Yorke .
4- Godish, Thad
Indoor
Air Pollution Control, Lewis Publishers, 2002.
5- Harwey, R. and
Freedland, C.
“Exhibition and Storage of Archaeological
Wood”,Archaeological Wood, Advance in Chemistry, Series 225, The American
Chemical Society, Washington DC, 1990 .
6- Hatchfield, Pamela
Pollutants in the Museum Environment, Archetype Publications, London, 2002.
7- The Archival Company
Archival Quality Materials for Restoration Conservation Preservation and Exhibition, The Archival Company, Massachusetts,2000-2001.
8- Thomson, Garry
The Museum
Environment, Second Edition, Butterworth, Oxford, 2002.
[مقالة من كتاب النشرات
العلمية- مطبوعات وزارة الآثارعن د/ ناديه لقمه استشارى الترميم ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق