--> تاريخ مبانى مصر وشوارعها - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home إسلامي

تاريخ مبانى مصر وشوارعها

 

تاريخ مبانى مصر وشوارعها

 بقلم/ فاطمه محمد أمين .... الباحثة في تاريخ واثار مصر


فندق الماريوت (قصر الجزيره سابقا)                     

 


مصر تمتاز عن غيرها من البلاد ان كل شبرا بها يشهد على تاريخها والأحداث والشخصيات التاريخيه العظيمه المؤثره بها هذه الأماكن ليست  أثريه عتيقه سحيقه القدم وحسب بل حديثه ومعاصره تمتاز بأنها شهدت الماضى والان تشهد الحاضر وتلهمنا ما سنرويه للأجيال القادمه فى المستقبل ,ومن هذا المنطلق سنبدأ بالفندق الشهير الماريوت (قصر الجزيره):

يقع على يمين القادم من كوبرى 15 مايو متجه الى التحرير او رمسيس ,كان يقع على النيل مباشره لكن الان يفصل شارع بينه وبين النيل يسمى هذا الشارع باسم (شارع سراى الجزيره) ,وعلى يمين الفندق حاليا نادى الجزيره .                    

الفندق يتكون الان من مبنى القصر الرئيسى الذى كان (سراى الجزيره ) مع الإضافات الحديثه ليصبح فندقا وهم (برجان السكن برج الزمالك وبرج الجزيره ,شاليهات الفندق, منطقه حمام السباحه و المقاهى والمطاعم والحدايق ).


اما عن تاريخ إنشاء هذا الفندق فيرجع الى الخديوى إسماعيل وكان عباره عن سراى (سراى الجزيره):

فعندما فكر الخديوى إسماعيل فى حفل افتتاح قناه السويس كانت الشخصيه الاولى التى تمنى أن تكون ضيفته هى الأمبراطوره أوجينى وهى ابنه عم فيرديناند دليسيبس , لذلك بنى قصر خاص بها يماثل قصرها تيلرى بفرنسا, فقد كان معروف عن الخديوى إسماعيل أنه مضيف رائع وفى هذا الإحتفال بالتحديد, فحضره أيضا الأمير عبد القادر من الجزائر والأميره أماليا من هولندا و الأمير هنرى أخو الملك وليم الثالث من هولندا و أمير عرش روسيا والأمبراطور جوزيف من المجر هذا بالإضافه لضيفه الشرف الأولى الامبراطوره أوجينى و بذلك بدأت أعمال البناء عام 1863م.       أما عن الأثاث الداخلى للسراى فتم شراء معظمه من أفخم المعارض والمحال الباريسيه و البعض الأخر من المفروشات الداخليه تم تجهيزها فى برلين ,بينما جاءت تصميمات السلاملك لتجمع بين الطراز الاوروبى الذى يتجلى فى الأقواس المعماريه ,أما المداخل فتأخذ طابع عصر النهضه , بالإضافه للنقوش الإسلاميه التى تتمثل فى الشبابيك المستطيله والأرابسك وبه السلم الملكى الذى يحكى عن روعته وأن العرائس تتنافس  لتأخذ صور عليه وهذه الصور يدفع لها الكثير , فقد بلغت تكلفه القصر 750 ألف جنيه وهذا الرقم يعد ثروه طائله  فى ذلك الوقت.

وشهدت هذه السراى أضخم الإحتفالات وأروعها حيث تم زواج أربعه من أولاد الخديوى إسماعيل فى يوم واحد (الأمير توفيق على أمنيه هانم إلهامى ,الأمير حسين كامل على الأميره عين الحياه ,الأمير حسن على خديجه هانم ,أما ابنته فاطمه فتزوجت الأمير طوسون باشا نجل سعيد باشا واستمرت الولائم والأفراح أربعين يوما على التوالى ولهذا الزواج الجماعى قصه طريفه: كان الخديوى إسماعيل يداعب أفراد الاسره الملكيه وكانت هناك إحدى الأميرات واسمها خديجه وكان يقول لها دوما سوف أزوجك ابنى حسن حين تكبرين و تظهر عليك الفطنه و الذكاء ,هذه الكلمات توالدت فى ذهن هذه الأميره الصغيره لعده سنوات ولما شرع إسماعيل فى إنشاء أول مدرسه للبنات يتعلمن فيها و هى مدرسه السنيه  الواقعه فى سرايه عثمان بك البرديسى  بأول الناصريه وكانت بنات الاسره المالكه أول الطالبات فيها و حينما زار الخديوى هذه المدرسه ليطمئن على سير الدراسه فيها , دخل الفصل التى تجلس فيه الأميره خديجه فقال لها إلى أين بلغت بلغت من تعلم القران يا خديجه فردت عليه فى غير تردد قائله لقد حفظت عند قول الله تعالى {واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد ......} صدق الله العظيم ,فسر إسماعيل لذكائها وسرعه خاطرها وأبتسم قائلا :أجل أجل مازلت عند وعدى و بالفعل تم الاحتفال بزواجها على الأمير حسن .

بعض الوثائق تقول أن هذا القصر كان مجرد إخبارا للعالم بأن الخديوى إسماعيل شيد قصر غير قصر عابدين فى وسط البلد.

لكن كيف تحولت السراى إلى فندق الماريوت الان؟ ففى عام 1879م أعلن دائنو الخديوى إسماعيل عن حوذتهم للقصر فتم بيعه لسلسله فنادق وتحول اسمه الى فندق بالاس الجزيرة أما الحدائق التى كان يمتلكها الخديوى تحولت إلى ما يعرف الان بنادى الجزيره وتحتوى على ملعب بولو بولو كبير كان الفناء الاساس للقصر الملكى .                                                                   خلال الحرب العالميه الاولى 1914-1918م شهد الفندق تدهور شديد وتحول القصر إلى مستشفى عسكري لخدمه الجيش البريطانى ثم أصبح المقر الرسمى لهيئه نقل المياه الداخلي.                   بيع بعد ذلك لأحد من أعيان سوريه الذين استقرو بالقاهره لطف الله باشا وعاش هو عائلته فى القصر 42 سنه .                                                                                         بعد ثوره 1952م تم مصادره القصر وتحول إلى فندق عمر الخيام وبنى عدد من الكبائن الخشبيه موزعه فى الحديقه الواسعه. وفى عام 1977م تم تسليمه إلى إداره سلسله فنادق الماريوت العالميه التى قامت بترميمه و تزويده بالكمليات التى تجعله فندق 5 نجوم ثم أنشاء برجين ملحقين تكفيان 1250 زائر.



اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top