--> الرطوبه وتاثيرها على معبد (حتحور ) بدندره - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home ترميم

الرطوبه وتاثيرها على معبد (حتحور ) بدندره

 

الرطوبه وتاثيرها على  معبد  (حتحور )  بدندره

يكتبه:  منتصر عابد / باحث ترميم أثار.

 

نظراً لقلة الأبحاث التي قدمت لدراسة  معبد دندره فى مجال الترميم 

 كان  علينا إلقاء الضوء على جزء من مسببات تلف  هذا المعبد   

 وعوامل ومظاهر التلف التي يتعرض لها هذا المعبد  وتأثيراتها

عليه، ومنها الرطوبه .

ولاشك أن الرياح والتغير المستمر في درجات الحرارة والأمطار وغيرها من عوامل التلف الداخلية والخارجية التي تعد العامل الرئيسي في تلف المنشآت الأثرية ذات القيمة التاريخية العالية . بالإضافة إلى أهم  عوامل التلف المعمارية مثل التربة وتداعياتها وسلوكها نحو هذه المنشآت يعمل على تدهور المبنى وتلفه ويسعدنا ان نتحدث عن احدى هذه العوامل وهى الرطوبة

مكان المعبد



ياتى  تخطيط المعبد بوجه عام على شاكلة تخطيط المعبد المصري في الدولة الحديثة, ومماثل لتخطيط المعابد التي أنشئت في العصرين اليوناني والروماني. يحيط بالمعبد سور ضخم من الطوب اللبن يتجه من الشمال إلى الجنوب, طوله 290م, وعرضه 280م , وقد بني المعبد من الحجر الرملي

يتميز هذا المعبد بالتوازن والقوه من الناحية المعماريه وبمناظره الهامة سواء تلك التي تتعلق بتأسيس المعبد وتكريسه للآلهة أو التي تتناول الشعائر والطقوس الدينية أو التي تسجل معلومات المصريين القدماء فيما يتعلق بأجرام السماء وبروج النجوم.

الرطوبة  "humidity"

(أ) التغير في معدلات الرطوبة النسبية

- تعتبر الرطوبة قاسما مشتركا في معظم عوامل التلف الكيميائي سواء عمليات الأكسدة أو التكربن أو الاذابة أو التحلل المائي هذا الي جانب دورها كعامل فردي متلف ، ويرجع ذلك الي التركيب الجزيئي والذي يستطيع من خلاله أيونات المعادن الأخري وخصوصا ذات الأواصير الضعيفة ويضاف الي ذلك وفرة مصادر الرطوبة في الطبيعية .

- وتعتبر التغيرات المستمرة في معدلات الرطوبة النسبية في صورها اليومية أخطر من تغيراتها الموسمية كما أن تأثير الرطوبة الضار يبلغ أقصي مداه في الفترة التي تسبق شروق الشمس وخصوصا في موسم الشتاء البارد.

_ ومن أهم مصادر الرطوبة فى معبد دندرة :-

أ ـ التواجد على أسطح مواد البناء من خلال بخار الماء فى الجو.

ب ـ التكثف على أسطح مواد البناء فى حالة ارتفاع الرطوبة النسبية.

ج ـ بالخاصية الشعريه كما هو الحال فى ارتفاع المياه الأرضية الى جدران المبانى.

د ـ السقوط المباشر على مواد البناء من خلال الامطار.

 


_ والرطوبة متلفة بذاتها وكذلك تقدم بدور مساعد ومشارك أوكوسيط أو حامل لعوامل التلف الاخرى.

 

صورة توضح مظهر التلف الناتج عن نسبة الرطوبة

** ومن أهم مصادر الرطوبة في المباني الأثرية ، فقد تنتج من تسرب المياه خلال الجدران والأسقف نتيجة لتعرضها فتلعب الرطوبة الدور الهام والرئيسي في تهيئة الجو الملائم لنمو وظهور التلف الميكروبيولوجى علي أسطح الجدران الملونة أو الأسقف داخل المعابد ،  كما أن الرطوبة تعمل علي هجرة الأملاح الداخلية في الأحجار سواء الناتجة من المياه أو الموجودة في الحجر كشائبة طبيعية مما يعمل علي نقص قوة المواد المعدنية المكونة لصخر ويمتد هذا النقص الي المونات وطبقات الملاط والوسائط العضوية.

كما تؤدي الرطوبة إلى إذابة الأملاح الموجودة كشوائب طبيعية أيضا في الحجر نفسه ، وتتجه هذه المحاليل إلى السطح وعند ارتفاع درجة الحرارة  تبدأ عملية البخر وتزدهر الاملاح وتنمو بلوراتها مما يسبب ضغوط موضعية علي طبقات الشيد والألوان مؤدية الي اتلاف السطح.

         ويكفي القول عن خطورة الرطوبة أنها يمكنها أن تتسبب في التغير المعدني حيث يمكنها تغيير معادن الفلسبار الي معادن الكولينيت وهي من المعادن التي تتأثر الي درجة كبيرة بالماء.

         وأيضا يمكن أن تتسبب الرطوبة المرتفعة في احداث عملية التميؤ Hydration  وهي اكتساب معدن ما لقدر من ماء التلبور كما يمكن حدوثه مع معدن الأنهيدريت Anhydrite  والذي بامتصاصه الماء يحدث زيادة في حجمه مما ينشأ عنه ضغوط في اتجاهات مختلفة تؤدي الي حدوث تشرخات وشقوق دقيقة بسطح الصور الجدارية ، هذه هي بعض مظاهر التلف الكيميائي التي تتسبب الرطوبة النسبية المرتفعة في احداثه .

         أما التلف الفيزيائي الناتج عن ارتفاع معدلات الرطوبة النسبية فيتمثل في انفصال طبقات الشيد المغطى بها الجدران، وكذلك طبقات الأحجار التي ترتبط فيما بينهما بمواد قابلة للذوبان في الماء ( الشرهة لامتصاص الماء) مثلا  كمادن الطفله وذلك اذا تسربت كميات كبيرة من الرطوبة داخل المباني الأثرية كما أن وجود الرطوبة داخل الصور الجدارية ينشأ عنه ضغوط وتوترات داخلية تؤدي  في النهاية الي تشرخ وتشقق طبقات الشيد وربما الي أكثر من ذلك حيث قد يؤدي أيضا الي تشرخ الأحجار الحاملة لهذه الصور الجدارية الموجوده داخل المعابد كمعبد دندرة .

ومن مصادر الرطوبه المتعدده على معبد دندره :-

         المياه الأرضية وما تحمله من أملاح ذائبة .


         تعتبر المياه الأرضية Ground water  من أهم العوامل والقوي التي تسبب تلف مكونات المبانى الأثرية فهي تعتبر أهم مصادر الرطوبة Moisture  التي تتسرب داخل مكونات المبني الأثري فتتسبب في تلفه والمياه الأرضية هي المياه التي توجد تحت سطح الأرض وتتواجد أينما وجد تسرب ماء فى  باطن الأرض بأى صورة فقد تكون مياه أمطار أو سيول أو مياه ري وزراعة وأنهار وترع وقنوات ، وكذلك مياه الصرف الصحي ومنه ما يتجلى واضحا فى معبد دندره ومحيطه الزراعى.

   وتتوقف كمية المياه المتسربة الي باطن الأرض علي :-

* مسامية الطبقات الارضية وكذلك علي درجة نفاذيتها .

* الوسط الذي يتحرك خلاله السائل.

* وكذلك علي مصدر السائل وكثافته Density  ودرجة لزوجته Viscosity  .

ومن تأثير ذلك العامل على المعبد يعمل على تلفه وتأثره ودخول عوامل أخرى مساعدة فى تلف تلك المبانى ذات القيمه الأثريه والتاريخيه الهامه والتى يجب علينا الانتباه من تلك العوامل ومعالجة مظاهرها وايقاف تدهور المبنى بسببها ولا يخفى علينا أن من المشاكل الظاهرة بمعبد دندره مشكله السناج وتغطيته لسقف المعبد بالكامل الا قليل وهذا ما يتم التعامل معه ولكنه ليس مظهر التلف الوحيد المشوه والمؤثر على تشويه وتلف المبنى ولكن يوجد عوامل ولها مظاهر ويجب الانتباه لها ومحاولة والعمل على علاجها ولكنها تبقى منسية كالعديد من المشاكل الأخرى فى العديد من المبانى الأثريه والتاريخية بمصر .

 

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top