سلسة مميزات عمارة
المساجد عبر العصور الإسلامية
مميزات عمارة المسجد فى
العصور الإسلامية المبكرة
يكتبه: أحمد المنسى
& أميرة لطفى .... مفتشا اثار اسلامية.
تحدثنا فى العدد السابق
عن أنواع العمارة الإسلامية، وسنبدء فى هذا العدد عن التحدث عن المميزات العامة
لعمارة المسجد عبر العصور الإسلامية على عدة حلقات، قبل البدء فى الحديث عن الآثار
المعمارية الإسلامية فى مصر، وبصفة عامة إتسمت العمارة الإسلامية شأنها شأن باقى
الفنون الإسلامية بالتميز وبإمتزاجها مع الحضارات السابقة للبلدان التى فتحها
العرب المسلمين، حيث عمل الفنان والمعمار العربى على أخذ ما يتلائم ويتناسب مع
الحضارة والثقافة الإسلامية ومزجها فى بوتقة واحدة تنصهر معاً ليخرج لنا العمارة
والفنون الإسلامية، وسنتحدث فى هذا العدد عن مميزات عمارة المسجد فى العصور
الإسلامية المبكرة منذ الفتح العربى وحتى نهاية الدولة الطولونية.
·
مميزات عمارة المساجد فى العصور الإسلامية
المبكرة :-
1-
الموقع :- كان يتم إنشاء المسجد ثم يختط من حولة
الشوارع، وكان هذا من أهم مميزات العمارة الإسلامية المبكرة، ولقد راعى المعمار
المسلم أن تكون للمسجد أربع واجهات ويكون بجدار القبلة باب واحد فقط يسمح بدخول
الإمام أو الوالى، كما إهتم المعمار بأن تكون له أبواب محورية تفتح على طرق لسهولة
دخول وخروج المصليين.
ولنا فى هذه الميزة أمثلة :
مسجد عمرو بن العاص فى الفساط، وجامع إبن طولون
بالقطائع.
2-
كبر حجم المنشأة :- مثل جامع إبن طولون حيث يبلغ
"6 ونصف" فدان.
3-
مواد البناء الطوب اللبن: إعتمد المعمار المسلم
على إستخدام المواد الطبيعية الموجودة بالبيئة المحيطة فإستخدم الطوب اللبن لبناء
منشآته.
وظهر فى القرن الثالث الهجرى مادة أخرى للبناء
إقتبسها أحمد بن طولون لمصر من العراق من مدينة سامراء وهى الإجر (الطوب الطينى
المحروق ).
وإنتشر بعد ذلك إستخدام الآجر فى جميع المنشآت
حتى العصر الفاطمى حتى إستخدمت الأحجار فى بناء أسوار القاهرة التى أنشائها بدر
الجمالى،كما نراها فى مئذنة جامع الحاكم.
4-
الأعمدة الرخامية المجلوبة من عمائر سابقة،
إستخدمت الأعمدة لحمل الأسقف منذ عصر الفراعنة، والعمود الإسلامى فى بدايته عبارة
عن جذوع النخيل وكان السقف من الجريد، ولنا مثال على ذلك البناء الاول للمسجد
النبوى.
وفى العصر الأموى كانت الأعمدة للمبانى السابقة
على الإسلام هى المصدر الأساسى فى تحميل الأسقف.
ونجد فى جامع عمرو بن العاص إن معظم أعمدته
مجلوبة من مبانى سابقة على الإسلام سواء
كانت بيزنطية أو مسيحية وتيجان الأعمدة كورنثية إلى أن خلق العمود الاسلامى الخالص
الذى يتكون من "قاعدة وبدن إسطوانى وتاج وجميعهم من الرخام"
5-
إستخدام الدعامات المبنية: جاء أحمد بن طولون
بتأثيرات معمارية شرقية مجلوبة من العراق لم تعرفها مصر سابقاً خاصة إستخدام
الدعائم المبنية من طوب الآجر، ولقد تأثر جامع إبن طولون بجامع أبى دلف بسامراء،
الجامع الكبير ببغداد.
والدعامة تتكون من :- كتله بنائية مستطيلة مصمته
مبنية من طوب الآجر.
6-
إستخدام الأعمدة المدمجة كحلية معمارية: إستخدم
المعمار المسلم منذ الفترة المبكرة الأعمدة المدمجة ونقل إلينا هذا الطراز من مسجد
"أبى دلف"جامع سامراء بالعراق فوجدناها فى دعائم عقود جامع احمد بن
طولون.
وظائف الأعمدة المدمجة :-
أ- بغرض التدعيم.
ب- كسر حدة الزاوية.
جـ - بغرض الزخرفة كما فى مسجد أحمد بن طولون.
7-
المئذنة ذات السلم الخارجى: أطلق عليها المئذنة
الملوية، وظهرت لأول مرة فى مئذنة جامع سامراء بالعراق، تلك المئذنة التى
إتخذت مئذنة أحمد بن طولون نسقها وتقع
مئذنة أحمد بن طولون خارج الجدار الغربى فى الزيادات، وتعتبر المئذنة الوحيدة فى
مصر ذات السلالم الخارجية، ولحقها ضرر فى العصر المملوكى وقام بترميمها السلطان
لاجين 696 هـ /1296 م، والمئذنة مبنية من الحجر الجيرى ومرممة مرات عديدة آخرها
عام 2005.
8-
تعدد المحاريب :
وجدت هذه الظاهرة لأول مرة فى المسجد الأموى بدمشق، والجامع الطولونى بمصر الذى
يزخر بهذه الظاهرة حيث يشتمل على خمس محاريب مسطحة إلى جانب المحراب الرئيسى
المجوف.
9-
تعدد المداخل: نظراً لزيادة عدد المصلين ظهر
إسلوب تعدد المحاريب لإستيعاب أكبر عدد من المصلين وكانت فى جميع الأضلاع عدا ضلع
القبلة الذى يوجد فيه المحراب، كما فى مسجدى عمرو بن العاص وجامع أحمد بن طولون.
10-
الشرافات: إعتمدت العمارة الاسلامية المبكرة على
البساطة وعدم المغالاة فى إقامة المنشآت الضخمة، ولكن بدءاً من الدولة الطولونية
تميز المعمار ببناء المنشآت الضخمة وتوج أسطح هذه المنشآت بحليات على هيئة شرافات
وكان أول ظهور للشرافات خارج مصر فى بوابة
قصر الحير الغربى ثم قصر الحير الشرقى، وإنتشرت الشرافات فى مسجد سامراء بالعراق، وكان أول ظهور لها فى مصر فى جامع أحمد بن
طولون وتأخذ الشرافات فيه شكل العرائس،
وأخذت فى التطور وإتخذت أشكال متعددة، فنراها تأخذ شكل مستدير كما فى البوابات
الفاطمية، أو شرافات مسننة كشرافات مسجد عمرو بن العاص، أو شرافات تشبه الورقة
النباتية أو شرافات هرمية الشكل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق