استخدام
وصناعة الورق عبر العصور المختلفة :
يكتبه
: صفاء احمد ..... ترميم اثار
وقبل ميلاد المسيح بقليل فكر الإنسان في
استخدام جلود بعض الحيوانات، وجلد العنز والشاة بالخصوص، ونشأ "الرق" (parchment) مزاحماً للبردي .
ويحكى أن أختراع الرق حصل ترضية لرغبة "أومان" الثاني، ملك برغاما، في
غرب آسيا، لما حجز ملوك مصر القـديمة تصدير البردي وكان يصنع الرق بجعل الجلود
مغطسة في ماء الجير ما يكفي لتخلصها من الشعر أو الصوف ومن بقايا اللحم فيها ثم
بتوتيرها وبحكها بالجير المنطفئ المرشوش عليها ثم بغسلهـا وتوتيرها ثانية لحكها من
جديد وأخيراً بطليها بغراء النشا لتصبح صالحة للكتابة .
ولقد استعمل الصينيون القدماء الحرير
الطبيعي الذين عرفوا صناعته من شرانق دود القز وبرعوا فيها وكتبوا عليه ولكن نظراً
لارتفاع ثمنه فقد صنع الصينيون أول ورق من نفايات الحرير الطبيعي بعد عجنها وفردها
في رقائق (وهو ما عرف بالورق الحريري ) ولكن استمرت هذه الخامات غالية التكاليف
.
وفكرة صناعة أوراق مرنة وملسة ترجع إلى
الصينيين وذلك من ألياف نباتية ملبدة ، وهم حينئذ أول من أخترع الورق ( أو القرطاس
أو الكاغد) وكان ذلك بُعَيد ميلاد المسيح. فعلمنا مثلاً أن "اتساي لون "
وزير الفلاحة بالصين ، أشار إلى المصانع سنة 105ميلادي –
حيث قام بصناعة الورق من خامات نباتية مثل نبات البوص والبامبو ونفايات القطن
وشباك الصيد القديمة وذلك لإنتاج ورق رخيص.
·
وكانت الطريقة القديمة لصناعة الورق في
الصين من سيقان البوص كما يأتي :
تلقى حزم البوص في الماء لمدة أسبوعين
لتطرية العيدان التي سبق تقطيعها إلى قطع ذات أطوال مناسبة ثم توضع في مضرب أو هون
مع قليل من الماء حيث يتم طحنها وتحويلها إلى لب باستخدام مطارق خشبية وبعد تنقية
هذا المعلق من الأجزاء التي لم يتم طحنها تخزن بوعاء كبير به ماء بكمية مناسبة إلى
أن يصبح قوام العجينة مناسباً لصناعة الورق ثم تفرد العجينة الورق السابق تجهيزها
على حصر من البوص المجدول تسمح بتسرب المياه منها تاركة عليها حصيرة من الألياف
المتشابكة والتي بضغطها وتجفيفها يحصلوا على فرخ الورق الذي يتم صقله بالمعالجة
بالغراء أو الشبه ، كما أن أوراق الكتابة الممتازة كان يتم تجهيزها باستخدام
الأحجار الناعمة .
ومن الصين انطلقت هذه الصناعة إلى أقطار
أخرى. فنشأ مثلاً معمل في بغداد، ثم في دمشق سنة 794 ميلادي، أهتم بها العرب، في
عصور أزدهارهم، ونشروها في شمال إفريقيا ثم في أسبانيا وأدخلوا عليها عدة تحسينات،
فهم الذين فكروا في استعمال الخِرَق، والكتانية منها بالخصوص . ومن شمال إفريقيا
ومن إسبانيا، انتشرت صناعة الورق في إيطاليا وفي فرنسا… ازدهرت بالخصوص بعد
اختراع الطباعة، حوالي سنة 1436 ميلادي … لكن ما برزت ماكينات
صنع الورق إلا سنة 1798ميلادي عندما أخترعها "لويز- روبير" (Louis
Robert)
فعمت الصناعة في جميع البلدان المتصنعة ومن ذلك الوقت عرفت صناعة الورق انتشاراً
عظيماً، تسديداً لكثير من حاجات الإنسان .
وأول عينة ورق في العالم عثر عليها في سور
الصين العظيم يرجع تاريخها إلى أوائل القرن الثاني الميلادي .
الورق عند العرب والهنود :
انتقلت صناعة الورق إلى العرب عندما وقع
صناع صينيون في الأسر بسقوط سمرقند في يد العرب سنة 751م. ولقد أدخلت صناعة الورق
في الهند في الرق السابع تقريباً –
وقد كان الهنود يحفظون النصوص ويتناقلونها شفهياً من جيل إلى جيل لذلك لم يتم
انتشار أو تطور صناعة الورق هناك حتى القرن 12.
وفي نهاية القرن الثامن بدأت صناعة الورق
في بغداد بافتتاح أول مصنع ورق عربي فيها سنة 795م، ثم انتقلت صناعة الورق إلى
دمشق بسوريا في عصر ( هارون الرشيد ) حيث استخدم القطن كخام جديد في صناعة الورق
الجيد.
ثم انتقلت صناعة الورق بعد ذلك من بلاد
الشام إلى طرابلس بليبيا فاليمن فمصر واستقرت في المغرب ( فارس ) التي أصبحت
مركزاً مشعاً انتقلت منه صناعة الورق إلى أوربا في القرن 12.
صناعة الورق في أوربا وأمريكا :
بعد أن غزا العرب أسبانيا أدخلوا فيها
صناعة الورق في مدينة جاتيفا "Jativa " سنة 1150م.
ومن أسبانيا انتقلت صناعة الورق إلى أوربا عن طريق البحر الأبيض المتوسط كذلك هناك
انتقال آخر لصناعة الورق من مصر وفلسطين وبلاد الشام إلى إيطاليا حيث أنشأ فبريانو
أول طاحونة هواء لصناعة الورق في إيطاليا سنة 1276م .
انتشرت صناعة الورق من إيطاليا إلى باقي
أوربا فظهرت في فرنسا وألمانيا في الرق 14 حيث أنشأ الفنان الألماني أولمان سترومر "Uiman
Stromer"
في نومبرج بألمانيا سنة 1390م أول طاحونة ورق مستخدماُ الطريقة الصينية في صناعة
الورق بعد تطورها.
في القرن 15 ظهرت صناعة الورق في هولندا
وسويسرا وانجلترا، وفي سنة 1580م انتشرت صناعة الورق إلى المكسيك ثم إلى
المستعمرات الإنجليزية، في القرن (16 –
17 ) انتشرت صناعة الورق في أمريكا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق