الزخارف المميزة للفن
الإسلامى
مما
لاشك فيه أن قبل الفتح العربى للبلاد الإسلامية كان يوجد نوع من الفن المحلى لكل
بلد، ووجد العديد من الفنون السابقة عن الإسلام كالفن البيزنطى والفن الساسانى
والفن المحلى لكل بلدة على حده، ولما إنتشر الإسلام وضم بين جنباته عدد كبير من
البلدان وكان بعضها ذو حضارة سابقة كمصر، والفرس... وغيرهما، ولما دخل المسلمين
تلك البلدان وإمتزجوا بأهلها حدث نوع ليس فقط فى المزج الثقافى أو الدينى أو أو
الإجتماعى، بل حدث أيضاً مزج هام بين فنونهم الفن الإسلامى الأمر الذى نتج عنه
المميزات الخاصة بالفن الإسلامى التى أُخذت من الفنون السابقة ما يتماشى ويتناسب
مع الدين الإسلامى.
إذاً فيمكننا القول أن المسلمين لم يكتفوا
بما وجدوه من طرز ومميزات فأخذوها وعملوا بها وعملوا على تطويرها إلى أن خرج الفن
الإسلامى فى صورته المميزة، وخرج كل هذا فى بوتقه واحدة تحمل سمات وطابع مميز
وفريد سمى الفن الإسلامى.
ومن زخارف
الفن الإسلامى:-
1- الزخارف النباتية.
2- الزخارف الهندسية.
3- الزخارف الكتابية.
4- زخارف الكائنات الحية
وتنقسم إلى:
أ- الزخارف الحيوانية.
ب- زخارف الطيور.
جـ- الرسوم الآدمية.
د- الزخارف الخرافية.
هـ- زخارف الأسماك.
سنتحدث
فى هذا العدد عن الزخارف ( النباتية، والهندسية) وسنترك الحديث عن الزخارف الكائنات
الحية والزخارف الكتابية إلى العدد القادم بإذن الله.
1-
الزخارف النباتية :-
هى عنصر زخرفى رسمه الفنان على جميع منتجاته
سواء عمارة او قطع منقوله او فى المساجد ومن أنواعها:-
1- زخارف مأخوذة من فنون سابقة مثل :-
-
الأوراق الكورنثية المأخوذة من الفن البيزنطى
-
العنب سواء الثلاثى الأوراق أو الخماسى الأوراق أو
عناقيد العنب ومأخوذ من الفن الرومانى.
-
الجدائل "أفرع العنب" وكان عنصر زخرفى فى الأرابيسك.
-
النخيل وسعف النخيل وأخذ من الفن المحلى.
-
المراوح النخيلية وأنصاف المراوح النخيلية ومستمدة من
الفن الساسانى.
- من الجدير بالذكر أن الفنان المسلم قد بدأ تمثيل هذا العنصر
بقربه من الطبيعة ومحاكاته إياها فأظهر
لنا الفنان المسلم تفاصيل النباتات من فروع وأوراق وعناقيد عنب وأوراق ثلاثية وخماسية
وكان هذا يطبق على معظم فنون العصر الأموى.
- بعد ذلك أخذت العناصر تبعد بعض الشئ عن الطبيعة
تدريجياً ونرى ذلك فى طرز سامراء فى العصر العباسى إذ مرت بثلاث طرز:-
1- الطراز
الأول:- هو الأقدم ويتميز بالقرب من الطبيعة وتعتمد زخارفه على فروع وأوراق العنب
المنفذة بتكرارها داخل وحدات هندسية مثل معينات ومثلثات أشكال سداسية ... وغيرها .
2- الطراز الثانى:- هو مرحلة إنتقالية بين
الطرازين الأول والثالث وقد تميز بإستخدام الحفر أيضاً إلا إنه إتجه إلى التحوير
بعض الشئ.
3- الطراز الثالث:- نجد فيه طفرة كبيرة فى
التحوير والبعد عن الطبيعة.
- وفى العصر الفاطمى إنتقلت أساليب جديدة مجلوبة من
المغرب ومصبوغة من الشرق ويظهر ذلك واضحاً فى ألواح بيمارستان قلاوون المحفوظة
بمتحف الفن الإسلامى.
- جاء العصر
الايوبى ولم يضف جديد لعدة أسباب أهمها:-
- إنشغال الملوك الأيوبين بالحروب مع الصليبين ومحاولة
توحيد الجبهة العربية.
- عقب قضاء صلاح الدين الايوبى على المذهب الشيعى هاجر
معظم الفنانين إلى بلاد فارس التى كانت تخضع للمذهب الشيعى الأمر الذى إنعكس على
الفن هناك.
- العصر المملوكى أصبح العنصر النباتى يستخدم كوحدة
مكملة وهذا مانجده على العديد من التحف وخاصة التحف المعدنية.
- أتى العصر العثمانى يحمل فى طياته العديد من العناصر
النباتية الجديدة منها الأزهار المتنوعة، أوراق الساز التركية المسننة العادية
والمركبة، وأشجار السرو.
كذلك ظهر فى هذا العصر طراز جديد أطلق عليه طراز
الروكوكو وهو طراز يتكون من أوراق الأكنتس المحورة (وهى زخرفة بيزنطية) مقترنة بأفرع
ويغلب على هذه الزخرفة البروز، وقد إنتقل هذا التأثير إلى أسرة محمد على، ونجد هذا
فى زخارف قبة ميضأة جامع محمد على كذلك فى القبة المركزية بجامع محمد على.
2- الزخارف
الهندسية:-
تأثر
بها الفن الاسلامى ونقلها من الفنون الفارسية بأسلوبه المميز فنقل عناصرها الدقيقة
وإستغلها كإطارات فى الوحدة بإسلوبه المميز فنقل عناصرها الدقيقة وإستغلها كإطارات
فى الوحدة الزخرفية المرسومة أو المحفورة أو المنقوشة أو المنفذة على العمائر
وأضاف إليها زخرفة هندسية بيزنطية فمزجها أيضا مع التأثيرات الفارسية والممثلة فى
الإطارات الهندسية التى تحوى حباب اللؤلؤ والأشكال الهندسية الشبه منحرفة والأشكال
الغير منتظمة والنجوم، ولقد إهتم الفنان المسلم بهذه الزخرفة لبعدها عن الطبيعة وإهتم
بها وعمل على تطويرها لقربها من طبيعته العقائدية.
1- الدوائر.
6- المسدسات.
2- المثلثات.
7- الشكل الثمانى.
3- المعينات.
8- المستطيلات.
4- الأشكال متوازية
الاضلاع. 9- أشكال خماسية.
5- المربعات. 10- أشكال غير منتظمة
.
11- الطبق النجمى.
- ظهرت على بعض القطع الفنية الفنية فى
الفترة المبكرة من الفترة الأموية فى حمام الصرخ وحمام قيصر عمرة.
- وفى العصر العباسى تمثلت فى كثير من
المنتجات الفنية والتطبيقية وخاصة الخزف ذو البريق المعدنى المنتج فى سامراء ومصر،
إحتوت نوافذ جامع إبن طولون على بعض
الزخارف الهندسية من دوائر وخطوط متقاطعة ملبس بها بعض الزجاج الملون المعشق فى
الجص.
- أما العصر الفاطمى فتمت العناية بالعنصر ألهندسى
وأجريت عليها العديد من الإضافات اضافات إسلامية بحتة ذات شخصية مميزة غير متأثرة
بفنون أجنبية فنجدها مُثلت بوضوح فى محراب السيدة
رقية – وهو محراب خشبى متنقبل ومحفوظ بالمتحف الإسلامى.
- وفى العصر الأيوبى إهتم الفنان المسلم بإظهار العنصر
الهندسى فى أجزاء الطبق النجمى .
- ونضجت تلك الوحدة الزخرفية فى العصر المملوكى
وظهر الطبق النجمى الكامل بعناصره (التاثومة، الترس، الكندة، اللوزة و رجل
الغراب)، وقد إنتشر هذا الطبق النجمى سواء (البسيط أو المركب) فنجده ممتزج
بالزخارف النباتية كما فى السطح الخارجى لقبة برسباى بصحراء المماليك، أو منفصلة
كما فى قبة جانى بك بصحراء المماليك.
- وأتى العصر العثمانى وأخذ الفنون الإسلامية
واعاد صياغتها بعد مزجها بالفنون الأوربية ثم أضاف عليها التأثيرات المحلية لكل إقليم
فنرى زخرفة البابات وزخرفة المصبعات المعدنية المتشابكة المضاف عليها مواد أخرى
حتى يكسبها أهمية .
وفى هذا العصر بدل نهايات المآذن بإسلوب
منشورى مميز له مخالفا بذلك التقاليد السابقة لزخرفة المآذن كما إن هذه العناصر
إنتشرت أيضاً فى الفنون التطبيقية بإسلوب مميز خاص بها إستمر فى مصر حتى قيام
الثورة.
إلى
اللقاء فى العدد المقبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق