--> الفتح العربى الإسلامى لمصر - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home إسلامي

الفتح العربى الإسلامى لمصر

الفتح العربى الإسلامى لمصر

بقلم/ أميرة لطفى مفتشة آثار إسلامية



لم يستغرق الفتح العربى أكثر من سنتين من (18هـ:21هـ) (639م:641م)، وكانت بداية الفتح العرب فى التفكير فى فتح مصر منذ هدية المقوقس إلى النبى صلى الله عليه وسلم حيث جعلت روابط قوية بين مصر وبلاد العرب، وضمن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن لأهل مصر ذمة ورحماً، وكان قد تزوج سيدنا إبراهيم عليه السلام من هاجل المصرية أم سيدنا إسماعيل عليه السلام ثم تدعمت صلة النسب بزواج النبى صلى الله عليه وسلم من مارية التى أهداها المقوقس للرسول صلى الله عليه وسلم، فأصبحت مصر محط أنظار المسلمين.

      وكان القائد لفتح مصر هو عمرو بن العاص، حيث كان تاجراً فى الجاهلية وكان يذهب إلى مصر بتجارته عن طريق رحلة الصيف بقوافلهم من مكه إلى فلسطين وفى إحدى زياراته التجارية إلى بيت المقدس قابل بعض رجال الدين من مصر ضل الطريق فرحب عمرو بن العاص به وسقاه ثم أنقذه من لدغة ثعبان، فطلب منه المصرى الحضور معه إلى مصر ليجزيه على ما قدم له من خير وذهب معه وهذه الدعوة مهدت لعمرو بن العاص الوقوف على الطرق المؤدية إلى تلك البلاد وعلى أهم معالمها ومدنها ومعرفة أحوالها وقد أرسل الخليفة أبو بكر الصديق 4 جيوش إلى فتح الشام على رأس أحدهما عمرو بن العاص ووجهته إلى فلسطين.

      وقد أدرك أيضاً الخليفة عمر بن الخطاب بعد خروجه بنفسه إلى الشام لدراسة الموقف على الطبيعة ضرورة فتح مصر لتأمين الشام، وقد إتخذ الروم مصر قاعدة لعرقلة الفتح الإسلامى فإنسحب الأرطبون قائد الروم وبدأ فى تعبة قواته فى مصر، وقد حاولوا إفساد تقدم عمرو بن العاص نحو بيت المقدس وقد أرسل حملة برية من مصر إلى الشام لإنزال الفوضى فى صفوف القوات الإسلامية وقد إستطاعت القوات الإسلامية بالشام وبفضل المساعدات التى وصلتها من جيوش المسلمين فى العراق بتأمين جبهة شمال العراق والشام.

      ومن ثم إستقر رأى الخليفة عمر بن الخطاب والقادة العرب على ضرورة فتح مصر لكسر شوكة الروم فى شمال الشام وحرمانهم من أهم مخزن يمد إمبراطوريتهم بالغلال وأكول عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص مهمة فتح مصر.

      وكان الجيش البيزنطى فى مصر لم يزد عن 30 ألف جندى وكانت تتقاسمه المنازعات، وقد سار عمرو بن العاص عام 18هـ/639م من قيسارية بفلسطين إلى مصر على رأس جيشه أربعة ألاف محارب ووصل إلى العريش فى أواخر تلك السنة، فلقى أول مقاومة من الجنود البيزنطيين ظل يحاربها شهراً ثم تغلب عليها فى أوائل عام 19 هـ، ثم ذهبوا إلى طريق برزخ السويس وبدأ السير فى نفس الطريق الذى تسلكه ترعة الإسماعيلية اليوم ومروا بمديرية الشرقية ثم منطقة القصاصين  والتل الكبير ثم لقى المسلمين مقاومة عند بلبيس فى مارس 640م وقد تقهقر البيزنطيون طبقاً للخطة الموضوعة لديهم ثم سار عمرو بن العاص حتى بلغ أم دنين وهناك نشب قتال بين المسلمين والبيزنطيين الذين تحصنوا فى حصن بابليون وقد أرسل الخليفة عمر بن الخطاب مدد لعمرو بن العاص وكان على رأسهم الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو وعبادة بن صامت وخارجة بن حذاف.

      ووصل المدد فى 9 جماد الأخر عام 19 هـ، فى جين تحصنت قوات الروم فى حصن بابليون وجائتها الإمدادات وعلى رأسها تيودور، فإستطاع عمرو بن العاص إستدراج الروم للحرب معهم خارج الحصن وقد خرج بها معتمداً على قوة مالدية وزحف نحو هليوبوليس فأرسل عمرو بن العاص فريقين تحت الليل إلى أماكن جعلها كمائن لجيش الروم، وعندما ترك الروم الحصن ووصلوا إلى المكان المعروف حالياً بالعباسية وقد هجم عليهم المسلمون، وإنتصر عليهم المسلمون ولازم الباقى بالفرار مرة أخرى للحصن.

      وأرسل المقوقس رسلاً إلى عمرو بن العاص، وكان رد عمرو بن العاص أنه قال أنه ليس بينى وبينكم إلا إحدى ثلاث:

1-      إما أن تدخلوا فى الإسلام.

2-      أن تدفعوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون.

3-      أو أن يقاتلوا وليحكم الله بيننا وبينكم.

وإنتهى كل هذا بتوقيع عقد صلح بين العرب والروم وأهم شروطها:-

1-      فرض درينارين سنوياً على أقباط مصر ما عدا الشيوخ والنساء والصبيان.

2-      ألا يتعرض العرب للروم فى أراضيهم وأموالهم وأرواحهم.

3-      أن يكون للمسلمين حق الضيافة على الروم ثلاثة أيام.

وعندما أرسل المقوق هذا الصلح إلى هرقل إمبراطور الروم رفض هرقل هذا الصلح ونفاه خارج مصر فما لبث المسلمين أن إقتحموا الحصن ودخلوه فقرر الروم طلب الصلح فوافق عمرو بن العاص، وبهذا تم فتح الحصن الذى هو بمثابة فتح مصر كلها.

      وسنتحدث العدد القادم عن النتائج المترتبة على فتح حصن بابليون إن شاء الله تعالى.

 





اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top