أهمية المواد الأرشيفية في دراسة الأثار :
بقلم ريهام زكي ..... الباحثة في اثار وتاريخ
مصر القديمة
or Data Archival
Material :
تتنوع المواد الأرشيفية فقد تكون صور فوتوغرافية قديمة تم إلتقاطها لتوثيق
حالة الأثر الاصلية أو بيانات كانت مسجلة لوصف الأثر أو مادة فيلمية أو صوتية أو
يوميات الحفائر Dairy أو سجلات الحفائر نفسها أو تقارير المفتش أثناء
جولاته المرورية في المنطقة الأثرية ، كما من الممكن أن تكون بطاقة متحفية قديمة
مسجل عليها بيانات وصف الأثر بلغة واحدة أو أكثر .
وتعتبر هذه المواد بكافة أنواعها مصدراً هاماً لتوثيق حالة الأثر ، ففي
حالة الأثار المنقولة هى توثيق لحالة الأثر (تقرير الحالة الراهنة ) إذا كانت
القطعة سليمة أو بها كسر أو تشققات ...إلى أخره ، و يكون التوثيق الدقيق للاثر
أمراً ضرورياً لا غنى عنه قبل عملية الترميم
، كذلك توثيق حالة الأثر أثناء العثور عليه خلال الحفائر و من أشهر الامثلة
التي يشكل فيها توثيق حالة العثور على الأثر أمراً هاماً في فهم طبيعته ( تمثال
مونتوحتب الثاني نب حبت رع ) حيث تم العثور على التمثال ملفوفاً بلفائف الكتان و
لولا الإلتفات إلى حالته وقت العثور عليه فلم يكن في الإستطاعة فهم طبيعة التمثال
الخاصة ككونه دفنة رمزية .
أما الاثار الثابتة ( المعمارية ) و التي قد تتعرض للعديد من عوامل التعرية أو
الزحف العمراني أو التدمير و الهدم كما يحدث لكثير من القصور و المباني التاريخية
المعرضة للإهمال و عدم حدوث صيانة دورية لها ، فإن الصور الفوتوغرافية القديمة
سيكون لها أهميتها في توثيق الحالة الاصلية للأثر ، و العناصر المعمارية الأصلية و
هل تم إضافة عناصر أخرى عليها أم لا ، و هل حدث في المبني تهدم أم لا ..و هكذا
.
و كل هذا يندرج تحت بند ( التوثيق ) ، و من خلال توصيف و متابعة
حالة الأثر دورياً و بمقارنة التقاريرو الصور عبر الزمن سيكون هناك (سجل أرشيفي
كامل ) عن الأثر .
على سبيل المثال :
صممت المجموعة الهرمية للملك خوفو على أن يكون هناك معبداً جنزياً و هرم و
طريق صاعد و معبد وادي ، و هذا الأخير يكون قريباً من المياه حيث يوجد ميناء لرسو
السفن القادمة عن طريق النيل ، و هذا يكون أمراً صعب التخيل إذا ما إكتفينا بالنظر
للمجموعة الهرمية في الوقت الحالي بعد جفاف النيل و لكن يتضح الأمر كثيراً إذا ما
اطلعنا على بعض الصور الفوتوغرافية التي تعد – الأن – سجلاً أرشيفياً للحالة
السابقة التي كان عليها النيل في الماضي القريب .
كما تكون الصور الملتقطة
أثناء الحفائر ذات أهمية كبيرة فهذه الصورة التقطت في 1 – 9 – 1925 ، و هى صورة
للجبانة الشرقية في الهرم Cemetery G 7000:، و هى الجبانة المخصصة لبناء مقابر كبار رجال الدولة
خلال الدولة القديمة و تمثل الصورة بعض العمال أثناء الحفائر التي قام بها (جورج
ريزنر ) في الجبانة الشرقية ( تقع شرق الهرم الأكبر ) ، و تمثل الصورة الفاصل ما
بين المقبرتين G 7410-7420 ( ناحية الشرق) و G
7310-7320 ( ناحية الغرب ) ، و
نلاحظ وجود رقمين لكل مقبرة و ذلك لأنهما مقبرة مزدوجة فهي مخصصة لصاحب المقبرة و
زوجته .
و يتضح في هذه الصورة وجود فارق بين المصطبتين – و هو
غير موجود الأن – ففي الوقت الحالي يوجد بعض الرديم يصل بين المصطبتين كأنها
مقبرة واحدة و ذلك نتيجة لتراكم الرديم المتتابع و عدم إزالته ، و لم يكن من
الممكن معرفة وجود هذا الفاصل بدون هذه الصورة الفوتوغرافية التي يظهر بها الفاصل
بوضوح ( لاحظ مدماك الكساء الخارجي للمقبرة الأولى و الذي يقف عليه أحد العمال في
الصورة ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق