--> إستراحة الملك فاروق بالهرم - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home سياحة

إستراحة الملك فاروق بالهرم

 جولة في مكان اثري ........بقلم ريهام محمود

إستراحة الملك فاروق بالهرم تستغيث ..

في حين يتجه العالم إلى الإهتمام بالمناطق الأثرية و تطويرها لتكون متاحف مفتوحة لجذب أكبر قدر ممكن من


الزوار ، إلا أن مناطقنا الأثرية ما زالت تعاني من الإهمال ،و على سبيل المثال لا الحصر الإهمال الشديد و المتعمد الذي تتعرض له استراحة الملك فاروق بمنطقة الهرم الأثرية .

رغم أن الاستراحة تحمل قيمة تاريخية و فنية هامة ، إلا أن هذا لم يشفع لها حيث تعاني من المياه الجوفية و تحويلها إلى مخزن و اسطبل تلتف حوله الدواب من الخيول و الجمال المنتشرة في المنطقة الأثرية  و الأخطر من ذلك التشققات في مبنى الاستراحة و التي تهدد بسقوطه في أي وقت .

أنشئت استراحة الملك فاروق في عام 1946 م و قام بتصميمها المعماري مصطفى باشا فهمي على الطراز


الفرعوني لكي تتماشى مع المنطقة الأثرية المحيطة ، و كان الهدف من المبنى هو مكان لاستراحة الملك مثلها مثل استراحته في حلوان و غيرها .

وصف الاستراحة بشكلها الأصلي كما في الكتاب النادر : ( قصور الرجعية ) بقلم / الرائد الدكتور محمود محمد الجوهرى المشرف على مصادرة القصور الملكية المصرية :

 " تقع هذه الإستراحة شرقى الهرم الأكبر وتشغل مساحة قدرها 3600 متر مربع تقريباً و هى محاطة من جميع الجهات - فيما عدا الجهة البحرية المطلة على الوادى- بسور من البناء بإرتفاع 3 أمتار ويوجد بالسور الغربى بوابتا المدخل و هما من الحديد الثقيل وبه حليات ومقابض من النحاس المؤكسد على شكل فرعونى و على جانبى كل منهما حجرتان صغيرتان للحراسة و بالسور الشرقى يوجد مسكن الخدم و هو ملاصق للسور من الخارج و يحتوى على


غرفتين و مدخل و مطبخ و دورة مياه و فيما عدا المشايات حول الإستراحة فالحديقة مزروعة بالجازون و الأزهار و يوجد بها أيضا قواعد من الحجر الصناعى بها زخارف وحليات هيروغليفية تعلوها قواعد من البرونز تركب عليها كشافات للإضاءة عند الحاجة .

و المبنى الرئيسى للاستراحة مشيد على الطراز الفرعونى ومساحته 513 مترًا مربعاً و أرضيته مرتفعة عن منسوب الرصيف و يتكون من دورين أرضى و أول وحجرة بالسطح و جميعها مبنية بالدبش و الطوب و مكسوة بالحجر الصناعى و بالواجهة البحرية على يمين ويسار المدخل الرئيسى تمثالان كبيران للملك تحتمس الثالث من الموزاييك المصقول تقليد الجرانيت واقفان على قاعدتين من الجرانيت و فى منسوب الدور الأول بالواجهات البحرية و الغربية و الشرقية أثنا عشر تمثالا للملك توت عنخ أمون من الموزاييك المصقول أيضا .

و المدخل الرئيسى بالواجهة البحرية مكسو بالجرانيت بإرتفاع شبابيك الدور الأول و يوجد بالجهة الخلفية مدخل ثانوى لرجال الحاشية .
ويحتوى الدور الأرضي على صالة كبيرة فى نهايتها السلم الرئيسى الموصل للدور الأول و بالجهة الغربية غرفة استقبال فمطبخ و بالجهة الشرقية مكتب و دورة مياه متصلة به فحجرة الحاشية .
وصالة المدخل بها أربعة أعمدة على طراز فرعونى مكسوة بالمازايكو المصقول و أرضيتها من الرخام الملون و بحائطها الغربى و الشرقى لوحتان تمثلان منظرا للصيد عند قدماء المصريين ملونتان بالبوية و الذهب و يعلو كل منهما الشعار الفرعونى النسر و الحيات ملونة أيضا أما السقف فيوجد به تجويف مستدير للإضاءة المختفية ومزخرف بزخارف و نقوش فرعونية .
و توجد بها منضدة منحوتة تحمل نموذجين دقيقين لمعابد الكرنك و قصر أنس الوجود و يصل بينهما طريق الكباش و فى أركانها وضعت التماثيل منها ما يحمل تاج الوجه القبلى و منها ما يحمل تاج الوجه البحرى .
أما السلم الرئيسى فمصنوع من الرخام الملون و على جانبيه عمودان من الألبستر أمر الملك فاروق بإحضارهما من منطقة أثار سقارة و عليهما كرتان من الألبستر مجوفتان لوضع إنارة مختفية و يمتاز هذا النوع بانه إذا أضئ من الداخل ظهرت تعاريجه الوردية كأنما الجو يداعب بعضه بعضا فى رقة وحنان و هو من النوع الذى بنيت منه أعمدة معابد الكرنك .
أما غرفة المكتب فإن أثاثها كله على الطراز الفرعونى و أما المكتب و أدواته فإنه من حجر الجرانيت الذى أحضر خصيصا من أسوان لهذا الغرض وقد عثر بالمكتب على عدة هدايا منها ساعات ذهبية و أقلام حبر و بعض التحف و أدوات اللعب من المرمر و العاج .
وفى مواجهة غرفة المكتب غرفة الإستقبال وبها بعض الأثاث الفاخر و أروع ما فيها راديو عجيب الشكل مصنوع فى إيطاليا على الطراز الفرعونى و لوحة تمثل إحدى حفلات المحمل الشريف من عمل الفنان الألمانى أيكوهمان فازت بالجائزة الأولى فى المانيا بمعرض عام 1896 و أرضية هذه الغرفة كسابقتها من خشب الباركيه و السقف و الحوائط مزخرفة بنقوش و أحرف فرعونية .



و إذا صعدنا الدرج للدور الأول وجدنا فى مواجهتنا لوحة رائعة من صنع الفنان زينينى على زجاج إنجليزى ملون باليد بمناظر فرعونية تمثل الإحتفال بوفاء النيل عند قدماء المصريين و على جانبى السلم لوحتان ملونتان بالبوية و الذهب تمثلان منظرا للصيد لرمسيس فى عربته الحربية يطارد غزالا ً.
و السلم مفروش بالبساط الفاخر ووضعت على الجانبين تماثيل صغيرة أما صالة الإستقبال فى الدور الأول فبابها من خشب القرو بضلفتين متحركتين داخل الحائط و هى تحتوى مقاعد و مناضد و مباخر كلها على الطراز الذى كان يستعمله الملك توت عنخ أمون .
ويتوسط صدر القاعة كرسى مذهب كبير هو نسخة ثانية من كرسى عرش الملك توت عنخ أمون و توجد على الحائط صورة كبيرة لمصرى من عصر الفراعنة يحمل غزالا و أرنبا فى طريقه إلى فرعون لتقديمهما قربانا له .
وسقف الغرفة مرسوم عليه منظر لمواقع النجوم بيضاوى الشكل و ملون باللون الأزرق و بالحوائط إنارة داخلية كما يوجد تمثال كبير مصنوع من الألباستر المرصع بالمينا الفاخرة يمثل زنجية من عصر الفراعنة تعزف على القيثارة أنه من أثمن التماثيل الموجودة بالاستراحة و هو من عمل المثال الإيطالى كورديير
و الى جوار هذه القاعة و هى جزء منها لا يفصلها عنها سوى عمودين مجوفين من الألباستر مضاءين من الداخل غرفة الطعام بسقفها نقوش فرعونية بارزة و بوسط السقف قبة ملونة تمثل بروج السماء منقولة من منظر موجود بمعبد إدفو
أما الأوفيس فأهم و أروع ما به أطقم الصينى المصنوعة على الطراز الفرعونى من إنتاج مصانع سيفر و لهذا تعتبر تحفة نادرة لعدم وجود مثيل لها فى العالم
أما غرفة النوم و هى من طراز لويس الرابع عشر فقد أدخلها الملك فاروق
وعثر على سرير لولى العهد عليه مداليات تحمل أسماء بعض البلدان المصرية و إلى جوار هذه الغرفة الحمام التركى و كل ما به من المرمر الخالص
أما غرفة التدخين فهى أروع ما فى الإستراحة من حيث الذوق و الإخراج و فيها عدة لوحات تمثل حفلات عرس وزواج وصيد لقدماء المصريين على قماش .
و كانت فكرة الملك فاروق فى هذه الإستراحة أن تشيد كمعبد ليعيش فيها على طريقة الملوك القدماء و كان يذهب بنفسه للمعابد و المتاحف و يختار النماذج التى يريدها ويعهد بها إلى المهندسين الطليان وبعض المهندسين المصريين ليعملوا على غرارها .
وقد بدئ العمل فى بناء هذه الإستراحة فى أواخر عام 1942 و إنتهى فى أول عام 1946 و قدرت تكاليف مبانى الإستراحة بأربعين ألف جنيه علاوة على الأثاث البالغ قيمته 30 ألف جنيه ".

و هذا الوصف يوضح لنا مدى جمال مبنى الاستراحة و مقتنياته نقلها إلى (متحف ركنة حلوان )، و الذي في الأصل كان استراحة للملك فاروق مثلها مثل استراحة الهرم لكن الأخيرة تم إهمالها ، رغم أن المبنى نفسه بعناصره المعمارية و الزخرفية يعد من التحف المعمارية ، و بالرغم وجود تجارب ناحجة في مصر في مشروعات الترميم للمباني التاريخية و إعادة تأهيلها و استخدامها ، إلا أنه لم يتم الاستفادة من مبنى الاستراحة رغم أهميتها التاريخية و الفنية فمن الممكن تحويل المبنى لمتحف بعد إعادة محتوياته الأصلية التي نقلت منه أو حتى استغلاله كمركز ثقافي أسوة بما حدث لبعض البيوت الأثرية و التاريخية مثل بيت السحيمي و بيت السناري و بيت الكريتليه (متحف جاير أندرسون ) و غيرها أو اضعف الغيمان أن يتم ترميم المبني حيث أنه معرض للإنهيار في أي لحظة خاصة أنه يقع في أهم المناطق الأثرية على مستوى العالم ....منطقة اّثار الهرم 

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top