--> الرسوم الصخرية ...لغة الإنسان القديم - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home مقالات مصر القديمة

الرسوم الصخرية ...لغة الإنسان القديم

 

الرسوم الصخرية ...لغة الإنسان القديم

كتبه : ريهام محمود





لا شك في أن الإنسان القديم قد واجه الكثير من الصعوبات أثناء محاولته التكيف مع بيئته بل و الكفاح للبقاء حياً و كان أبرز التحديات التي واجهها قوى الطبيعة ثم الحيوانات و يأتي في مرحلة لاحقة  كيفية الحصول على قوت يومه الذي كان يتوافر –بشكل أساسي في البيئة دون حاجة لتعب أو مجهود إما عن طريق الجمع و الالتقاط أو الصيد و جاء إكتشاف الزراعة ليضيف خياراً جديداً للإنسان و مصدر أخر للرزق مما ترتب عليه وجود واجبات أخرى جديدة ساعدت إنساع مداركه.

ثم لجأ الإنسان إلى السحر في محاولة منه لتطويع القوى التي لا يقدر عليها (طبيعة –حيوانات-التحكم في الرزق...)و تطور السحر إلى دين و عقيدة يلتزم بها الإنسان و يسير علي منهجها ،و بتتبع هذا المنهج نجد أنه بدراسة مراحل تطوره يمكن التعرف على مسار حياة الإنسان الإجتماعية و نشأتها و تطورها لاسيما تلك المجتمعات البسيطة .

و مصادرنا عن تلك الحياة القديمة قليلة جداً و هى نتاج الحفائر و هى عبارة عن تلك الأدوات الحجرية البسيطة التي استخدمها و رغم بساطتها إلا أنها كانت ذكية و قابلة للتطور دائماً ، فقد بدأت بالفأس اليدوية البسيطة hand axe  ثم أصبحت أكثر تهذيباً ثم ظهور صناعة الشظايا Flakes  ثم الشفرات Blades  وصولاً إلى الأدوات الميكروليثية كؤوس السهام و غيرها و من مصادر هذه الفترة أيضا البقايا الحيوانية كالعظام و بقايا الأسماك و البقايا النباتية و نعرف منها نوعية الغذاء المتوافر للإنسان في هذه الفترة .

إلا أن من أهم المصادر التي من الممكن أن تساعد الباحثين في فهم و دراسة حياة الإنسان القديم هى الفنون الصخرية  و التي كانت بمثابة سجل يومي لإدراج بعض تفاصيل حياتهم اليومية – و ربما الدينية على سفوح الجبال وجدران الكهوف و غيرها .

و تزخر مصر بالعديد من الرسوم الصخرية منها في منطقة جبل العوينات وأيضاً في هضبة الجلف الكبير و الواحات  ( مثل الواحة الخارجة) و غيرها ، و قد صورت لنا هذه الرسوم موضوعات عديدة منها أنشطة الحياة اليومية كالصيد بالقوس و السهم و الرماح و الجرى وراء الحيوانات و مطاردتها، و أشكال الحيوانات التي كانت موجودة في هذه الفترة منها على سبيل المثال فرس النهر و الفيل و الزرافات و التي نجد صورها مسجلة على المنحدرات الصخرية في وسط الصحراء الكبرى لتكون شاهداً فعلياً على التحول المناخي الذي حدث للمنطقة و دليلاً على أن الصحراء كانت بيئة موفورة بالخيرات النباتية و الحيوانية و أيضاً بالإنسان الذي ناضل كثيراً في البدايات الأولى للحضارة قبل حدوث القفزة إلى عالم الإستقرار و تكوين المجتمعات الزراعية التي كانت المفتاح لإنشاء حضارة قوية يشهد على عظمتها الزمان.

 

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top