--> جولة مع الفن المصري القديم - J.E.C (Journal of Egyptian Civilization)
Home مقالات مصر القديمة

جولة مع الفن المصري القديم

 

جولة مع الفن المصري القديم

بقلم / نزيه سليمان

الفن: هو موهبة الآبداع التي وهبها الله للانسان ليترجم ما يعبر عليه من حقائق ووقائع او يعرض ما يمر في خياله او متعقدته، وهو دلاله على مهارت استخدمت لانتاج اعمال تحمل قيمة فنية وجمالية وتاريخية.

والفنان دائما يمتاز بعدة مميزات مثل المهاره والحدث والدقة والمحاكة والخبرة والخيال والابداع .

* والفن المصري القديم مر بعدة مراحل تختلف عن بعضها البعض في كثير من السمات وهو امر لابد من الالمام به ... وهذه المدارس هي

1- المدرسة الكلاسيكية (المثالية)..

مدرسة فنية تظهر الشخص في صورة مثالية دون النظر الى العيوب الخلقية التى قد تكون في هذا الشخص احيانا .. انتشرت في تماثيل الملوك والمعبودات وعلية القوم.


 

 


    تمثال الملك (خفرع)

الاسرة الرابعة – دولة قديمة

المدرسة المثالية (الكلاسيكية)

 التمثال بالمتحف المصري

 

 

2- المدرسة الواقعية .....



هي مدرسة عبرت عن الاشخاص والاعمال الفنية بشكل واقعي دون التقيد بالنسب .. واقتصرت غالبا على الطبقات المتوسطة والدنيا .... فنجد تلك الطبقات صورت بشكل واقعي وهم يقومون باعمالهم، و يظهرون بعيوبهم الخلقية التى كانوا عليها ... ولم يلتزم الفنان في تلك المدرسة بالنسب في تماثيل الاشخاص او الوحدات في الرسم والنقش..

         تمثال القزم سنب وعائلته

                دولة قديمة


     ينتمي الى فن المدرسة الواقعيه

حيث نرى ان الفنان قد صور القزم سنب

على هيئته الحقيقية واقدامه القصيرة

     دون الالتزام بالنسب والتناسب

3- المدرسة التى جمعت بين المثالية والواقعية..

ظهرت تلك المدرسة في بعض الفترات خاصة الدولة الوسطى ... وهي  تعبر عن الاشخاص بصورة مثالية ممزوجة بشيء من الواقعيه ... ولعل خير مثال نعرضه هنا تمثال الملك منتوحتب الثاني ... الذي عرضه الفنان بشكل كلاسيكي ... الا ان القدمين جائتا كبيرتان جدا بالنسبة للجسم .. ولعل ذلك يرجع الى امرين


أ‌-     وهو امر ضعيف . فقد يكون الملك مصاب بمرض تضخم القدمين او مايسمى داء الفيل

ب‌-الامر الثاني وهو الاقرب للصواب ان الفنان كان يعبر بكبر قدما الملك عن المجهود الذي بذله هذا الملك في انهاء الفوضى التى عمت البلاد واعادة توحيدها مره اخرى بعد القلقل والتمزق الذين مرت بهما البلاد منذو أواخر الدولة القديمة

4- المدرسة الآتونية ....

ظهرت تلك المدرسة في اوخر الاسرة الثامنة عشر ، في عهد امنحوتب الثالث على اقل التقدير.. واستمرت حتى نهاية تلك الاسرة تقريبا... وهي مدرسة ارتباطت دينيا وسياسيا بالعبادة الاتونية، وتجمع التماثيل المنتمية لتلك المدرسة بين خصائص الذكورة والانوثة، وهو فكر ديني صريح، فكما أن اتون قد خلق نفسه بنفسه (حسب معتقدات المصري القديم) فقد صور اخناتون "امنحوتب الرابع" على هيئة ذكورية وانوثية معانا كتجسيد للمعبود اتون.. وهذه الفكرة لم تكون وليدة عهد اخناتون بل هي قديمة عن ذلك، فمناظر المعبود حعبي "حابي" معبود النيل جاءت على هذا الغرار تحمل مواصفات الذكورة والانوثة معا.


      تمثال الملك امنحوتب الرابع "اخناتون"

                 من الحجر الرملي

نلاحظ أن التمثال يحمل صفات الذكورة والانوثة

    وهو الامر الجوهري في المدرسة الاتونية

 

وقد تميز الفن المصري القديم بمميزات كثيرة عن غيره من فنون العالم، التي انتجتها الحضارات قديما وحديثا، وقد التزم الفنان المصري القديم بقواعد واساليب وأسس وتقاليد عتيقة وضعت في عصر بداية الاسرات على اقل تقدير، واستمرت تلك القواعد والاسس حتى نهاية التاريخ المصري القديم، كما خضع فنه لتطور مستمر سمح له أن ينتج روائع وانجازات فنيه  ازهلت العالم قديما وحديثا.

وقد عنى هذا الفنان باختيار أدواته  وخامته الفنيه، وتطوير اساليبه مع التزامه بالقواعد والاسس المتعارف عليها منذو ظهور هذا الفن التعيق للحياه.

وتأثر الفن المصري في الدرجة الأولى بالمعتقدات الدينية خاصة مايخص العالم الآخر، والتصور الذي تصوره لحياة ما بعد الموت وما يحدث فيها من حساب وعقاب ونعيم وعذاب.

وفيما يبدوا أن هذا الفن المصري سواء كان نحتا او رسما كان مهنة ذكورية خالصة.. فلم ترد اي اشارة الى اي انثة قامت بهذا العمل .. بخلاف الموسيقى مثلا التي نرى كثيرا من المنظر تصور نساءاً يعزفنا الموسيقة، وقد ظهرت تلك المناظر في مختلف عصور مصر القديمة ...

وقد لقي الفنان المصري القديم  الكثر من الاحترام  والتبجيل، ففي بداية نصائح بتاح حتب يطالعنا قوله

لا تكن متكبرا بسبب ماتعرف ، خذ المشورة من الجاهل كما تأخذها من العارف

فحدود مهارة الحرفي لم يبلغها احد بعد ، وما عُد فنان سيدا لحرفته

وقد حمل الفنانون الكثير من الالقاب الى جانب القابهم المهنية:

فمن مقبرة "ثتي إيقر" حاكم "أخميم" الاقليم التاسع من أقاليم الجنوب  في الاسرة السادسة، نجد منظرا يصور الرسام التخطيطي "سني" وخلفه اخاه "إسسي" الذي قام بنقش نصوص المقبرة وقد حمل لقب "كاتب  بيت السجلات المقدسة بالقصر" "sS pr mDAt nTr pr-aA" 

ومن مقبرة "ببي عنخ حري ايب" في مير يطالعنا منظر يصور الرسام "كاي إم ثننت" والذي حمل القاب منها "الكاهن المرتل" .

كما لقي الكتبة من المصريين مكانة عظيمة جدا، جعلت منهم طليعة المصريين، فحقا كما كان اجددنا يحترمون والعلم ويقدرون العلماء، مما اتاح لهم بناء تلك الحضارة العظيمة التي تعجز العالم حتى الان بحثا عن اسرارها وتنقيبا عن اثارها.

 

اقرأ أيضا:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اخترنا لك

to Top