يكتبه د/ نزيه سليمان
الحلقة1
الوحات مصدر خير كبير
للمصرين، بالقرب منها في سابق الازل عاش المصري عصوره الاولى بين الجمع والالتقاط،
واليوم يعيش بها مجموعه من المصريين، ولكن ما هو تاريخ تلك الواحات وهذا ما سوف
اعرض في خلال هذا العدد والاعداد القادمة حتى اتم عملي، معتدما على اهم الكتب
والمراجع مثل كتابات د/ احمد فخري والاكتشافات الاثرية الحديثة واعمال الترميم في
مقابر مناطق الوحات المختلفة.
الوحات في النصوص
ورد في نصوص معبد إدفو
ذكراً لسبع واحات مصرية هي:- الداخلة , الخارجة , الفرافرة , سيوة , البحرية ,
وادي النطرون , وربما المنطقة الواقعة بين الفرافة والبحرية والتي تسمى الحيز.
ولعل أقدم ذكر للواحات
يعود لعهد الأسرة السادسة حينما ذكر حرخوف حاكم أسوان في عهد الملك ببي الثاني أنه
قد سلك طريق الواحات , واستمرت الإشارة في النصوص إلى الواحات حتى عصر الانتقال
الأول وعهد الملك منتوحتب الثاني
وقد ورد لفظ الواحة
مرتبطا بصفة تحدد واحةمعينه في بعض الاحيان
مثل:-
1* الواحة الجنوبية:- wh3t
rsyt
وهذه الكلمة هي التي
استخدمها الجغرافيون الإغريق والرومان لتمييز الكيان الجغرافي للواحتين الداخلة
والخارجة عن الواحة البحرية هنا , وقد ذكرت الواحتان في المصادر ابتداءاً من نهاية
الدولة القديمة وخاصة في عصر الأسرة السادسة
2*الواحة الشمالية:- wh3t mhyt
وتشير إلى الواحة
البحرية.
3* أرض الواحة:- t3 n wh3t
ويقصد بها أرض الواحة
أو منطقة بعينها من الواحة.
المفهوم الضمني لكلمة
واحه
يفضل هيرودوت وكذلك
المصريون أنفسهم أن يذكروا مصطلح "واحات" للدلالة على أي منخفض من
الأراضي الصالحة للزراعة في أي منطقة صحراوية (Girogio: 2003, p 92.)
أما كلمة "واحة" فهي مشتقة من الكلمة المصرية القديمة "أوحات"
ومعناها "مرجل" واستخدم هذا
اللفظ ليدل على شيء أجوف يحتفظ بالسوائل, وهناك مصطلح أخر يصلح للتعبير عن الواحة
"حقول أشجار الأيما" , ولكن التعرف على هذه الأشجار يمثل مشكلة لعلماء
النبات( بوزنر:1992,ص273)
ويذكر Gardiner وتشاركه في الرأي Giddy أن مسمى الواحة مشتق من كلمة
هيروغليفية قديمة والتي تعني القدْر على اعتبار التشابه بين طبيعة الكلمتين
فالقدْر يغلى فيه الماء وأرض الواحة تجعل الماء يصل بها إلى درجة الغليان
كما ظهرت أيضا أسماء
للواحات على جدران معبد الأقصر وتؤرخ للأسرة التاسعة عشرة كالآتي:-
·
الداخلة knmt
·
الفرافرة t3 ihw
·
البحرية dsds
وأيضا ظهرت أسماء
الواحات المصرية السبع في نقوش معبد إدفو وتؤرخ بالعصر البطلمي, ويلاحظ فيها أن:-
·
أسماء الواحتين الأولى
والثانية قد طُمستا.
·
الثالثة : أرض البقرة
, واحة الفرافرة .
·
الرابعة: حقل يام ,
ربما أنها جزء من واحة الفرافرة.
·
الخامسة: الواحة
البحرية حاليا.
·
السادسة: وادي النطرون
sht kn3t .
·
السابعة: تقع إلى
الجنوب من وادي النطرون , ومن المعتقد أنها هي نفسها واحة سيوة على الرغم من أن
الاسم قد طمس. من الملاحظ أن قائمة إدفو ترتب أسماء الواحات من الجنوب إلى الشمال
, لذلك لا بد أنها قد بدأت باسم الواحتين الخارجة ثم الداخلة كأسماء للواحتين
الأولى والثانية.
اهم مناطق الاثار في
الوحات واهم اثارها.
1-منطـــقة
البويطـــــى:
واهم اثارها:
1 ـ-مقبرة با ننتيو :-
نقرت هذه المقبرة في
صخر جبل الباويطي على مسافة 15 م غرب مقبرة جد آمون اف عنخ , وهي من أجمل المقابر
التي احتفظت لنا برسومها وبريق زخارفها هذه المقبرة هي لشخص يدعى باننتيو , ويطلق
عليه أحيانا بناتي Benati أو بانتيوني , فقد كتب الاسم
بأكثر من طريقة , وهو اسم أجنبي غير مصري ربما أنه اسم ليبي , وباننتيو هو ابن جد
آمون اف عنخ ولكنه لم يذكر أية ألقاب تدل على مكانته أو مكانة أبيه الدينية أو
الاجتماعية , ويظن أنهم من أثرياء التجار في عصرهم.
هذه المقبرة مثلها مثل
بقية مقابر البحرية تعرضت للسرقة واستعمالها للدفن مرة أخرى خلال العصر الروماني ,
ثم أعيد استخدامها في العصر الحديث أيضا , إلا أنه رغم ذلك احتفظت برسومها في حالة
جيدة من الحفظ.
وقد تعرضت مقبرة باننيتو للسرقة حديثا , حيث سرقت محتوياتها ورسومها , وقطعت أجزاء من طبقة البلاستر الملون بها بهدف الاتجار فيها حيث يلاحظ قطع أجزاء مربعة من الجدار الشمالي على يمين الداخل للمقبرة , وكذلك جزء مستطيل الشكل من أحد الأعمدة , كما أن السارق قام بتجهيز بعض القطع لسرقتها , ولكنه لم يستخرجها من الحائط , وللأسف أصيبت بعض رسوم المقبرة بالبقع السوداء الناتجة عن طبيعة الحجر الرملي , والتي عملت على تشويه الرسوم وضياع معالم معظمها.
2- مقبرة جد آمون ايو اف عنخ:
تقع هذه المقبرة شرق جارة الصوبي مباشرة حيث يقع تل صغير آخر يسمى جارة قصر سليم ,
ويقع هذا التل شرق منازل قرية الباويطي , وتبعد تلك الجارة حوالي 300م عن تفتيش
البحرية , وأسفل هذا التل مباشرة تقع منازل تابعة لقرية الباويطي , كذلك تحاط
بالأراضي الزراعية. وقد اكتشف فخري 1938 في هذه المنطقة أربعة مقابر صخرية , اثنان
منهما مرسومة الجدران , والآخران خاليان من الرسوم أو النقوش , اما المزخرفتان
فالأولى منهما هي مقبرة جد آمون اف عنخ , والثانية لابنه باننتيو أو بناتي.ولقد
احتوت تلك المقبرة على عدد من المناظر الهامة
يشاهد على مدخل حجرة الدفن منظر يمثل 8 نائحات أربع على كل جانب من جوانب
المدخل , ويرتدين ملابس بيضاء. قسم السقف بواسطة صفين من الأعمدة إلى ثلاثة أقسام
كل قسم زخرف بصف من 12 نسر طائر يمثل الإلهة نخبت , وقد لونت الأرضية باللون
الأزرق ,وملئت بالنجوم باللون الأصفر , أي أن الفنان أراد تمثيل السماء , ولكن
سقطت أجزاء كبيرة من طبقتة المشيد بها ومنظر زخرفي لقرص الشمس المجنح
3 - مقبرة ثاتي :
كان ثاتي حفيدا لبادي عشتر .وتقع مقبرته خلف مقبرة بادي عشتر بمنطقة
الشيخ الصوبي , وقد نقرت المقبرة في الصخر بعد وفاة بادي عشتر جد ثاتي في نفس
الحافة وقد استطاع Buckly
أن يصل إلى هذه المقبرة عام 1908 عن طريق فتحة في السقف ولكنها على الرغم من ذلك
ظلت مجهولة حتى وصل إليها فخري عام 1938 وقام بتنظيفها ونشر رسومها وقد تعرضت
مقبرة ثاتي لنفس الظروف التي تعرضت لها مقبرة جده من استخدامها للدفن وقد أسقط جزء
من سقف المقبرة وحدث كثير من التلف بجدرانها مما كان له أسوأ الأثر في تحطيم معظم
مناظرها. وقد ردمت المقبرة مرة أخرى بعد اكتشاف فخري لها , وشيدت فوقها منازل
الأهالي مثلها في ذلك مثل مقبرة بادي عشتر , وكان لها نصيب وافر من مخلفات الصرف
الصحي مما ساعد على زيادة تدمير المقبرة , حتى أعيد اكتشافها مع مقبرة بادي عشتر
بمعرفة هيئة الآثار. وتمتاز مقبرة ثاتي بأن مناظرها ذات أهمية خاصة من الوجهة
الأثرية , ذلك على الرغم من أن رسمها غير دقيق , ومن تلك المناظر منظر محاكمة
المتوفى أمام أوزير كما يشاهد حور وتحوت يقومان بعملية التطهير ,ومناظر من العالم
الآخر وعددا من الآلهة كذلك منظر الإلهان حور وتحوت يطهران المتوفى. وتصورالمناظر
صاحب المقبرة بهيئة الملوك.
4- مقبرة تا نفرت باستت:
حفرت تا نفرت باستت مقبرتها خلف مقبرة زوجها
ثاتي , ولكن العمل لم يكن قد انتهى فيها تماما صور في الجزء الذي انتهى العمل فيه
في حفرة الآلهة "ايزيس , وأوزيريس , ونفتيس " وكانت السيدة وابنتها
ترتديان رداءا طويلا أبيض اللون مزين بأهداب في حافته السفلى , وهذه الملابس ذات
الأصل الليبي معروفة لدينا من مقبرة أخرى في البحرية هي مقبرة جد آمون اف عنخ في
قارة قصر سليم ، ويحوي جزء من المقبرة السيدة في منظر ديني.
5-مقبرة بادي عشتر:
كان بادي عشتر كاهنا
أكبر للإله خونسو , وكاهنا للإله حورس , وكان أبوه حارخب يحمل نفس الألقاب , أما
والدته فكانت تدعى تا ارو , ويبدو أنه عاصر الجزء الأول من فترة حكم الملك واح ايب
رع "ابريس" أو قبله بقليل , حيث أننا نعلم من الآثار أن ابنته كانت
والدة حاكم الواحات البحرية الشهير "جد خونسو اف عنخ " الذي عاش في عهد
الملك أحمس الثاني .وكانت المقبرة تحتوى
على العديد من المناظر التى تصور الحياة الدينية والاحتفالات الدينية ونصوصا من
كتاب الموتى ولكن لسوء الحظ لم يبق منه إلأً كتابات وآثار قليلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق